هذه سمات الأم العربية في كل دولة بعيون السينما
  • Posted on

هذه سمات الأم العربية في كل دولة بعيون السينما

قدمت السينما العربية دور الأم لمئات المرات عبر تاريخها، وظهرت الأم بشخصيات مختلفة وفقاً لطبيعة الفيلم والزمن الذي تدور فيه الأحداث، وإليك جولة في بعض الأفلام العربية محاولة لفهم الأم العربية من خلال السينما. الأم في السينما المصرية تملك السينما المصرية رصيدا كبيرا من "الأمهات"، وربما أشهرهن أمينة رزق وفردوس محمد وكريمة مختار، لكننا سنتناول شخصية الأم من خلال فيلم ينتمي إلى الألفية الثالثة ليعبر عن الواقع، وهو "عائلة ميكي" من إنتاج 2010، والذي يقدم صورة الأم المصرية كما تراها السينما من خلال "مريم". الأم "مريم" التي جسدتها الفنانة لبلبة تعمل مديرة شئون قانونية وزوجة وأم لخمسة أولاد منهم ضابط و4 في مراحل تعليم مختلفة، وبالتالي هي نموذج مثالي للأم المصرية المشوشة بين عملها وبيتها وأولادها لذلك يمكنك أن تراها دائما كالأتي: 1-عصبية ومنفعلة دائما، وهذا لا يعني أنها فقدت أنوثتها لكنها مضغوطة 24 ساعة، بينما زوجها لا يرى أي مشكلة في الحياة إلا قطة نجله الصغير التي يتساقط شعرها على الصالون. 2-وسيلتها الأولى للتفاهم هي الصراخ بصوت عالٍ، فمن يعيش في صخب مدينة القاهرة ويتحدث بصوت منخفض؟، فهذه إحدى قواعد العاصمة الذهبية، وخاصة عندما تكون مسئولا عن 5 أبناء. 3-أكثر شيء يسعدها هو أن تصبح أسرتها "الأسرة المثالية"، حتى وأن كانت تعلم في داخلها أن أولادها يعانون من مصاعب حياتية، فنجد أن الأم والأب في الفيلم يقدمون رشوة للجنة تحكيم مسابقة الأم المثالية، ليفوزوا بالجائزة لأنهم يعلمون أن عائلتهم لن تفوز، لكن المشكلة الحقيقية لدى الأم أنها تسعى دائما حتى يصل أولادها للكمال بينما هي تعيش على الأرض. الأم في السينما التونسية المجتمع التونسي يختلف عن المجتمعات العربية من حيث نسبة التعليم والوعي والاتصال بالعالم، لذلك كانت السينما التونسية أكثر انفتاحا، وتقدم نماذج غير نمطية لذلك فهي تختار نموذج الأم العربية غير التقليدي، لتناقش قضايا متنوعة مثل نموذج الأم الذي جسدته الفنانة صباح بوزويتة في فيلم "نحبك هادي". الأم القوية المسيطرة والتي تقدر على رعاية ابنها الشاب "هادي" رغم ما يعنيه من تأخر قليل في تطور قدراته العقلية، فهي تخطط له حياته وترعاه وتساعده في كل شيء. ورغم ما يبدو من مثالية هذه الأم وقوة تحملها إلا أن نمط هذه الحياة جعل ابنها سهل الانقياد لأي شخص يستطيع أن يستغله، وهذا ما حاول الفيلم مناقشته. هنا تشعر الأم بالصدمة عندما يحاول ابنها الخروج من عالمها عندما يشعر بالحب تجاه فتاة يتعرف عليها في العمل اسمها ريم، ويريد أن يخرج من عالمه المحدود أو كما ترى الأم يتمرد عليها فترفض ذلك، وفي الغالب تميل السينما التونسية إلى النماذج غير المعتادة وخاصة في قضايا المرأة ومنها الأم. الأم في السينما الخليجية تبقى تجارب الأم العربية في السينما الخليجية محدودة ومازالت في طور التكوين والتطور لذلك لن نجد نماذج عديدة للأم ولكن أشهر النماذج هو دور الأم الذي جسدته الفنانة ريم عبد الله في فيلم المخرجة هيفاء المنصور "وجدة"، حيث قدم الأم السعودية التي تعمل ولديها فتاه وحيدة وزوجها يسافر للعمل ويأتي كل فترة، ولأنها لديها ابنه وحيده فهناك علاقة وطيدة بين الابنة والأم التي تواجه المجتمع وتقاليده على أكثر من مستوى: الأم تعاني في حياتها حيث لم تنجب إلا وجدة، ولذلك يواجه زوجها ضغوط من عائلته للزواج مرة أخرى، ورغم أنه يحب زوجته يرضخ لتلك الضغوط في النهاية. تعلم الأم في السينما السعودية أنها غير قادرة على تغيير المجتمع، لذلك عليها أن تتعامل معه، وتحاول أن تساعد ابنتها أن تدرك ذلك حتى لا تصطدم بالواقع. نرى الأم السعودية على الشاشة قد تخرج عن المألوف ولو قليلا من أجل تلبية رغبة أولادها، وهذا ما فعلته الأم عندما اشترت دراجة لابنتها، وهو الأمر الذي يرفضه المجتمع كما أن الفيلم يقدم علاقة قوية بين وجدة والأم قد تعكس وضع عام في دول الخليج. [vod_video id="Ql7htVTiFG7wi80Gt7Ttw" autoplay="1"] الأم في السينما اللبنانية عرض هذا العام فيلم لبناني ينتمي للأفلام الكوميدية من إخراج المخرج السوري سيف شيخ نجيب هو فيلم "أهلا بكم في لبنان"، ويتناول قصة أسرة مكونة من أب وأم وابنة، تعود بعد سنوات لزيارة لبنان ويتعرفون على البلد من خلال سائق التاكسي الذي يصطحبهم في رحلة داخل لبنان. الأم التي تجسدها مي صايغ هي تركيبة تشبه المجتمع اللبناني الذي مر بتجربة الهجرة في القرن الماضي ثم يعود إلى وطنه بعد سنوات، لذلك فهي الأم المنفتحة على العالم، والتي تتمنى أن ابنتها الوحيدة تتعرف على بلدها وهي رغم كل المساوئ التي تراها في البلد تحاول أن تحافظ على الصورة التي رسمتها عن لبنان. [vod_video id="uro3h3MKrhqLmBeocPFW6Q" autoplay="0"]