«نزينغا» أميرة سمراء حاربت البرتغاليين لإنقاذ الأفارقة من الرق.. كيف خاضت معركتها؟
  • Posted on

«نزينغا» أميرة سمراء حاربت البرتغاليين لإنقاذ الأفارقة من الرق.. كيف خاضت معركتها؟

روتانا - دعاء رفعت بدأ البرتغاليون تجارة الرق مع أوروبا خلال القرن الـ15، عندما أقدموا على اختطاف الأشخاص من الساحل الغربي للقارة الإفريقية، ونقلهم إلى الشمال. وخلال السنوات التي أعقبت ذلك، أصبحت البرتغال أول إمبراطورية عالمية في التاريخ، تتاجر بالرقيق، ويرجع ذلك في الغالب إلى استخدامها للسُخرة كنظام عمل في مناجم الذهب، ومزارع السكر. وفي أواخر القرن الـ16، بدأت إنجلترا وفرنسا، تعارضان هيمنة البرتغال على تجارة الرقيق في شمال وغرب إفريقيا، فاتجه البرتغاليون للبحث عن مناطق جديدة لتجارتهم، خاصة في الكونغو وأنغولا، وجنوب غرب القارة السمراء، وكان هذا بداية لأسطورة الملكة الأنغولية الرائعة، التي عرفت باسم "آنا نزينغا"، والتي رفضت الخضوع، وقادت الكفاح ضد القوات الاستعمارية في إفريقيا. من هي الأميرة "نزينغا"؟! "آنا دي سوزا" أو "نغولا آنا نزينغا مباندا"، كانت تدعى أيضا الملكة "نزينغا"، وكانت تسيطر على مملكتي (ندونغو، وماتامبا) في جنوب غرب إفريقيا، خلال القرن الـ17، وكان اسمها المعروف في المملكتين هو الذي استخدمه البرتغاليون في تسمية المنطقة لاحقا، وهو (أنغولا)، كما أنها واحدة من أشهر النساء الإفريقيات في مقاومة الاستعمار الأوروبي، حيث قادت الحرب ضد البرتغاليين في "أنغولا" لمدة أربعة عقود> HKJocTgOKHJznsnNTitXw ولدت "نزينغا" في أوائل الثمانينيات من القرن الـ15، وهي ابنة للملك "كيلوانجي"، من زوجته الثانية "كانجيلا"، وكان لها الفضل في تحديد جزء كبير من تاريخ أنغولا. وكان لدى "نزينغا" 3 أشقاء أحدهم ذكر، لكنها كانت مفضلة بشدة من قبل والدها، الذي سمح لها بمشاهدة كيف يحكم المملكة، وغالبا ما كان يحملها معه إلى الحرب ضد الغزاة البرتغاليين، فأصبحت على مر السنين محاربة عظيمة، وصيادة ماهرة، ودبلوماسية ممتازة، وسياسية لا مثيل لها، كما أنها اشتهرت بذكائها وتعلمها بسرعة الّلغة البرتغالية. وتغيرت حياة "نزينغا" إلى الأبد بعد أن تولى شقيقها "مبندي" العرش في عام 1617، وأصبحت مبعوثة خاصة في المفاوضات، مع البرتغاليين الذين كانوا أسروا بالفعل على الكثير من الناس للعبودية. بداية سطوع اسم "نزينغا" ظهر اسم "نزينغا" للمرة الأولى في بلادها كمبعوثة في مؤتمر سلام مع البرتغاليين، حيث أرسلها شقيقها إلى مدينة "لواندا" للتفاوض على هدنة مع حاكمها البرتغالي، ويقال إنها رفضت الحصول على مقعد من قبل الحاكم البرتغالي؛ لأنها لم تكن تريد أن تبدو أقل شأنا في نظر حاكم الولاية الذي جلس على ظهر أحد عبيده لبقية الاجتماع. وبعد سنوات من غارات البرتغاليين؛ بهدف القبض على العبيد الأفارقة، التي تخللتها معارك متقطعة، تفاوضت "نزينغا" للحصول على هدنة، حتى أنها دخلت المسيحية الكاثوليكية، لتعزيز المعاهدة، واتخذت اسما برتغاليا وهو "دونا آنا دي سوزا". [readmore post_link="https://rotana.net/%D8%A8%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AC%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AD%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D9%85/" ] لم يحترم البرتغاليون المعاهدة، ففي العام الذي يليه، تم استئناف الأعمال العدائية مرة أخرى، وكانت الأسباب غير معروفة على وجه التحديد، ومن ثم انتحر الملك "مبندي"، وتقول بعض التقارير إن نزينغا هي التي قتلت شقيقها الملك، وأصبحت "نزينغا" ملكة على بلادها، وبدأت حربها مع البرتغاليين الذين قتلوا طفلها بالسم. "نزينغا" ترفض لقب الملكة رفضت "نزينغا"، لقب الملكة، وكانت تفضل لقب "الملك نزينغا"، كما رفضت أيضا المطالب البرتغالية بالتنازل، مؤكدة أن شعبها لن يستسلم دون قتال، وبعدما هاجم البرتغاليون العاصمة وأحرقوها، اضطرت "نزينغا" وشعبها إلى التراجع، وفرّوا إلى الجبال، حيث أعادوا تنظيم أنفسهم، وشكلوا جيشًا جديدا، وأنشأت لاحقا مملكة داخل إقليم "ماتامبا" الجبلي، وشكلت تحالفات مع قبائل أخرى ضد البرتغاليين، وقدمت ملاذاً لكل العبيد الهاربين، والجنود الأفارقة المدربين البرتغالية، كما أنشأت "الملك نزينغا" تحالفًا استراتيجيًا مع الهولنديين لمحاربة البرتغاليين واستولوا على "لواندا"، وكان هذا واحدا من أول التحالفات الإفريقية، لكنها لم تنجح أبدا في طرد البرتغال من "أنغولا". نهاية الملكة السمراء وبيع جنودها كعبيد هُزمت قوات "نزينغا"، وتم أسر واحدة من شقيقاتها، وبعد الاستيلاء النهائي على "أنغولا"، مرة أخرى، من قبل القوات البرتغالية، فتراجعت الملكة السمراء من جديد إلى "ماتامبا" حيث استمرت في المقاومة، إلا أنها عادت إلى الكاثوليكية، مقابل بتحرير أختها الأسيرة، ووقعت معاهدة سلام جديدة مع البرتغال، استمرت حتى وفاتها بشكل طبيعي عام 1663، في سن الـ80. [readmore post_link="https://rotana.net/tv-articles/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D9%83%D9%8A-%D8%A8%D8%B7%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%85-childs-play/" ] وبعد وفاتها تم نقل 7 آلاف من جنودها إلى البرازيل، وبيعهم كعبيد، وتمكّن البرتغاليون من السيطرة على المنطقة في عام 1691، لكن استطاعت تلك الفتاة السمراء، أن تخلد ذكراها في تاريخ إقريقيا إلى الأبد. [more_vid id="g1EGjpTzeP7JQqvXvPg" title="افتتاح متحف فريد بنيويورك مختص بالخدع البصرية المدهشة" autoplay="1"]