مفارقة.. النحيفات في الجيم والبدينات يجتحن المطاعم!
  • Posted on

مفارقة.. النحيفات في الجيم والبدينات يجتحن المطاعم!

إذا كنت من رواد الصالات الرياضية "الجيم" فستدهشين من ارتفاع نسبة النحيفات اللاتي يواظبن على أداء التمارين وإنهاء حصصهن الرياضية اليومية أو الأسبوعية مقارنة بعدد السمينات ممن تعانين من زيادة الوزن واللاتي يفترض أن تمتلئ بهم الصالات الرياضية.توجهنا إلى الفتيات النحيفات والسمينات لسؤالهن عن رأيهن في هذه الظاهرة وأسبابها من واقع خبرتهن في محاولات إنقاص الوزن والوصول إلى مظهر مثالي الذي يعد الشاغل الأول لمعظمهن.بين الثقة والخجلوقد أرجعت آية الجبالي هذه الظاهرة إلى أنه عند اقتراب الفتاة من وزنها المثالي يزداد حافزها نحو الاستمرار في الرياضة فتواظب على أدائها بحماس.فيما اعتبرت دعاء إسماعيل أن النحيفات يتمتعن بثقة شديدة في النفس تجعلهن يمارسن الرياضة بانتظام في صالات الجيم والنوادي مقارنة بالسمينات اللاتي يشعرن بالخجل ويفقدن الثقة في مظهرهن.كما تقول كاريمان عمر: "عندما سألت زميلاتي من النحيفات عن أسباب انتظامهن في الرياضة أخبرنني أنهن يرغبن في نحت أجسادهن وفي نفس الوقت لا يفضلن الحرمان من الأكل، لذا قررن الموازنة بين الرياضة وتناول الطعام باعتدال للحصول على قوام ممشوق".أما منار يوسف فتقول: "هذا الموضوع يعكس فكر وأسلوب حياة المرأة، فالتي تتبع العادات الغذائية السليمة تسعى للحفاظ على صحة جسدها بممارسة الرياضة أما المرأة التي تتبع العادات الغذائية الخاطئة كالتهام كل ما لذ وطاب لها بطبيعة الحال لا تمارس رياضة وسيكون مكانها الطبيعي مطاعم الوجبات السريعة".الكسالى يمتنعونوترى آية عاطف أن امتلاء صالات الرياضة بالنحيفات أمر طبيعي جداً لأن زيادة الوزن يصاحبها كسل وبطء في الحركة وهذا يجعل السمينات الأقل في ممارسة الرياضة.بينما ترى رنا جامى أن مطاعم الأكلات السريعة مليئة بالنحيفات اللاتي يأكلن بكميات كبيرة ولكن دون أن تتأثر أوزانهن لأنها "طبيعة أجسام". حقيقة مؤلمةأما إيمان خياطي فقد اعتبرت اجتياح النحيفات للصالات الرياضية ولجوء السمينات إلى المطاعم والاستمرار في تناول مزيد من السعرات الحرارية "حقيقة مؤلمة" تعكس عادات كل طرف، فالنحيفة ملتزمة بالعادات الصحية لذلك لن تجدها تتناول أطعمة دسمة مشبعة بالدهون بينما أدمنت الفتاة السمينة على العادات الخاطئة التي أكسبتها مزيداً من الكيلوجرامات الزائدة لذلك لن تجدها في الجيم إلا من رحم ربي ممن قررن تغيير عاداتهن الخاطئة واستبدالها بنظام حياة صحي يعتمد على الرياضة وتنظيم تناول الطعام. وتقول بسمة إمام: "تعلمت من النحيفات في صالات الجيم ألا أنتظر حتى أصاب بالسمنة لممارسة الرياضة فالفتيات اللاتي يتمتعن بالرشاقة تمثل الرياضة لهن جزءاً أساسياً من الروتين اليومي لا يمكن الاستغناء عنه، وتعترف "وجدت صعوبة في بادئ الأمر في الالتزام بالرياضة بعد يوم طويل من العمل ولكن بفضل تشجيع إحدى الصديقات بالجيم استطعت المواظبة على الرياضة واقتربت من الوزن المثالي". عنصرية نفسيةمن جانبها تقول دكتورة داليا الشيمي مدير مركز "عين على بكرة" للمساندة النفسية إن النحيفات يشعرن بامتلاكهن لـ"ميزة مهمة" وفقاً لمعايير المجتمع الذي يهتم بتقييم الأشخاص من خلال مظهرهم الخارجي لذا تحرصن على الحفاظ على هذه "القيمة"، مضيفة: "أما السمينات ممن تمتلئ بهن المطاعم يشعرن بأنه "كله محصل بعضه" ويسعون إلى عناد هذا المجتمع الذي يسخر من البدينات وأصحاب الزيادة في الوزن ويعتبرهن غير لائقات اجتماعياً".وحذرت دكتورة داليا في هذا السياق ممّا وصفته بـ"العنصرية النفسية" ضد كل ما هو مختلف وأعطت مثالاً للديفيله الذي أقامته طالبات من كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة المنوفية حيث قررن التعايش مع واقعهن وزيادة وزنهن وارتدين فساتين من تصاميمهن وتجاهلن زيادة وزنهن، لافتة إلى التعليقات الساخرة الجارحة حول الديفيله عبر مواقع التواصل الاجتماعي.وتابعت الشيمي قولها: "على أصحاب الوزن الزائد أن يتقبلوا أنفسهم وأن يتقبلوا الوضع الحالي أولاً إذا أردن الخروج من دائرة تناول الطعام وزيادة الوزن محذرة من "كراهية الذات" و"معاداة الجسد" التي تصيب عدداً كبيراً من البدينات، وبالتالي يعادون أنفسهن لأنهن في حالة كراهية مع ذواتهن بتناول مزيد من الطعام واكتساب كيلو جرامات زائدة.وأضافت لابد أن تكون الدافعية لإنقاص الوزن "داخلية" وليست "خارجية" كالتي تنقص وزنها لاقتراب موعد خطبتها أو زفافها وبمجرد انتهاء الحدث تزداد في الوزن مرة أخرى.ونصحت "الشيمي" بالحفاظ على نظام حياة صحي دائم لإنقاص الوزن وعدم النظر إلى التخسيس باعتباره مرحلة مؤقتة.وأخيراً تدعو الشيمي للاستمتاع بمتع الحياة المختلفة بعيداً عن الأكل، معتبرة أن هناك "غلابة نفسياً" لا يستطيعون الحصول على أي متعة في الحياة سوى بتناول الطعام في ظل غياب المجتمع الآمن للبدينات ممن يتعرضن للمضايقات اليومية والتحرشات اللفظية بسبب مظهرهن الخارجي.