واحد من أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، ليس فقط كون تفاصيله ومشاهده التي نسجها الكاتب إبراهيم أصلان في روايته "مالك الحزين"، ونفذها بإتقان شديد بعدسة المخرج المبدع داوود عبد السيد، ولا الأداء العبقري للنجم الراحل محمود عبد العزيز، ولكن رسالة الفيلم الأسمى في الدعوة لتحدي العجز من خلال صانع البهجة "الشيخ حسني"، الذي فاقت إرادته الصلبة عجزه في تحدٍ لا يقوى عليه الأصحاء.
أحداث الفيلم تدور في إطار من الكوميديا السوداء، حول شخصية "الشيخ حسني" الذي جسد شخصيته الفنان القدير محمود عبد العزيز، الرجل الكفيف، الذي يعيش في منزل واحد مع والدته "أمينة رزق" وابنه الوحيد الشاب المحبط يوسف "شريف منير"، راصدًا الأوضاع اليومية سكان حي "الكيت كات" الذي يعيش فيه ونبض همومهم، ورغم فقدانه لبصره وعمله وزوجته، إلا أنه يرفض الاعتراف بعجزه وينطلق في ممارسة حياته الطبيعية كأحد المبصرين دون التخلي عن ابتسامته وضحكته التي رسمها على وجوه أغلب مواليد تسعينيات القرن الماضي.
ويحاول "الشيخ حسني" مرارًا نسيان واقع الحارة المرير، بعقد جلسات "سمر" مع أصدقاءه مستغلاً "دكان" والده الموروث ليدخن فيه مخدر "الحشيش" ويمارس هوايته المفضلة في الغناء والعزف على "العود" بعد أن فشل في أن يصبح منشدا بعد إنهاء دراسته الأزهرية، ومع زيادة إدمانه للمخدرات يضطر إلى بيع منزله لتاجر المخدرات "الهرم"، الذي يجسد شخصيته الفنان نجاح الموجي، مقابل حصوله يوميًا على "الحشيش"، محطمًا بذلك أمل ابنه الوحيد الذي فشل في الحصول على فرصة عمل فيطمح في السفر إلى الخارج لبناء مستقبله معتمدا على ورث جده، وتتوالى أحداث الفيلم إلى أن يكشف "الشيخ حسني" بطريقة غير متعمدة فضائح أهالي الحارة، عبر مذياع عزاء "عم مجاهد"، حيث يغفل عامل الفراشة في إغلاقه عقب انتهاء تلاوة القرآن، ليسمعها الجميع.
في السطور التالية نرصد معلومات من كواليس العمل قد لا يعرفها كثير من الجمهور ولم تظهر على الشاشات:
1- بطل الرواية الحقيقي التي كتبها "أصلان" هو "يوسف" وليس "الشيخ حسني".
2- جميع أبطال الرواية والفيلم عايشهم الكاتب بنفسه خلال فترة إقامته في حي "الكيت كات" بالقاهرة.
3-الشيخ حسني الحقيقي، كان الأول على دفعته في معهد الموسيقى العربية، وتسبب إدمانه للحشيش في طرده من المدرسة التي عمل بها مدرسا للموسيقى، بحسب تصريحات "أصلان" في حواره مع مجلة "الشباب" المصرية.
4- المخرج داوود عبد السيد قال في تصريحات لذات المجلة، إنه حوّل بطل الرواية في الفيلم ليكون الشيخ حسني بدلا من "يوسف"، حيث استغرقته الشخصية.
5- ظل "عبد السيد" يبحث عن منتج للعمل لمدة 5 سنوات، ولم يوافق أغلبهم على بناء حارة متكاملة لتصوير أحداث العمل، حيث كانوا يرغبون في تصوير الفيلم بأحد الاستوديوهات.
6- أحد المنتجين أبدى موافقته على الإنتاج بشرط قيام الفنان عادل إمام ببطولة العمل، ولكن المخرج رفض حيث كان النجم محمود عبد العزيز في ذهنه أثناء كتابته المعالجة السينمائية للرواية.
7- أغلب مشاهد الفيلم تم تصويرها في شوارع حي "الكيت الكات" الحقيقية.
8- أصدر الروائي إبراهيم أصلان كتابا بعنوان "شيء من هذا القبيل"، كشف خلاله ما حدث عقب المشهد الأخير للشيخ حسني والذي فضح فيه أهالي الحارة، ومصير الشخصيات الحقيقية في الرواية.
9- الشيخ حسني الحقيقي، ترك الحارة واتخذ من منطقة "بولاق" مكانا للمعيشة، بعيدا عن أعين من يعرفونه في إمبابة ثم مات.
10- "الهرم" تاجر المخدرات طالب شركة الإنتاج بمكافأة 20 جنيها حق استغلال اسمه في الفيلم، وبعد وفاة زوجته أطلق لحيته وبدأ يجوب حواري إمبابة يوميا لدعوة الناس للخروج إلى صلاة الفجر، وما إن تبدأ الصلاة يعود إلى بيته ولا يُصلي.
11- الفيلم شهد ظهور أغلب أهالي حي "الكيت الكات" إلا البطل الشيخ عبد المحسن موسى وهو اسمه الحقيقي وليس "الشيخ حسني".