محو أمية المرأة السعودية بين الحقيقة والأحلام
  • Posted on

محو أمية المرأة السعودية بين الحقيقة والأحلام

تقول الإحصاءات إن نسبة الأمية في السعودية بين الذكور أكبر من نسبتها بين الإناث، ورغم ذلك فهذه الإحصاءات توصف بغير الدقيقة، خصوصاً أن عدد النساء في السعودية أكبر من الرجال، كما أن الملايين منهن في أماكن نائية لا يصلهن التعليم أو لا يسمح لهن أولياء أمورهن ببلوغه أو الانضمام إليه.الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ حمل على عاتقه معضلة محو الأمية بشكل جاد فور توحيد السعودية، وكان حريصاً على توطين البدو وبناء الهجر والقرى ليبلغهم التطور وتشملهم حركات التعليم ومحو الأمية قدر الإمكان، حيث بلغت نسبة الأمية وقتها 60 في المئة أو ربما أكثر ولكنها استمرت بالانخفاض.محو أمية المرأة السعودية كان الشغل الشاغل طوال المئة عام الماضية في السعودية، ووزارة التعليم حملت همَّ المرأة السعودية الأميّة حتى بلغتها في كل مكان، فأصبحت المدارس تنير كافة مندوبيات السعودية في كافة أطرافها المترامية وحركة التعيين تبلغ تلك الأماكن كل عام بأهم الكفاءات من معلمات ومربيات فاضلات.عن مسيرة جهود السعودية في مجال محو الأمية وتعليم الكبيرات تقول فوزية بنت عبدالله الصقر مديرة تعليم الكبيرات بوزارة التعليم: "التعلم مدى الحياة هو المفهوم الذي ترغب وزارة التعليم في توسيعه، ولذلك فلقد اتخذت الوزارة تدابير عدة لبلوغ هذا الهدف، لتمكين المرأة السعودية وجعلها إحدى القوى القادرة على الإسهام في التنمية ونشر ثقافة العمل التطوعي بين أفراد المجتمع، وتشجيع القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني للمشاركة في برامج وأنشطة التعلم مدى الحياة، وتمكين المرأة السعودية أيضاً من النهوض بمستواها الثقافي والصحي والاجتماعي والاقتصادي وإكسابها المهارات التي تؤهلها لسوق العمل".ولكن هل أهلت تلك الجهود المرأة الأمية لسوق العمل بالفعل بعد خوض تجربتها في تعليم الكبيرات وأخذ حصتها من العلم والنور والمعرفة؟تقول المشرفة التربوية جيهان أمين بإحدى إدارات تعليم الكبيرات: "السعودية من خلال وزارة التعليم تبذل جهوداً جادة لتحقيق التنمية المستدامة للمرأة التي لم تنل نصيبها من التعليم المبكر، حيث تم تصميم برامج متنوعة للكبيرات تلبي احتياجاتهن وتتوافق مع متطلبات التنمية لتأهيلهن لسوق العمل، تُدرَس فيها جميع العلوم بما في ذلك اللغة العربية واللغة الإنجليزية والحاسب الآلي والمهارات الحياتية، وتم تخصيص برنامج مجتمع بلا أمية الذي يتسم بالمرونة حيث يصل إلى الأميات في أماكن وجودهن ويعتمد على تفريد التعليم، ويركز على محو الأمية الأبجدية مع وجود برامج توعوية مساندة، وكذلك برنامج الحي المتعلم الذي يحقق محو الأمية الحضارية ويوسع مفهوم محو الأمية إلى التعلم مدى الحياة، ولذلك فلا أعتقد أن هذه المرأة المتعلمة لتي كانت أمية سابقاً غير قادرة على خوض تجربة العمل، ولكن تظل المشكلة في أصحاب المنشآت الذين ما زالوا لا يثقون بها ولم يعطوها فرصتها التي تستحق لتثبت أنها أصبحت مؤهلة".أما عن صحة ما نُسب إلى وزارة التعليم بأن محو أمية المرأة السعودية بلغ نسبة 100 في المئة، فينفيه تصريح سابق لوزير التعليم الدكتور عزام الدخيل خلال زيارته منذ فترة لمواقع تنفيذ مشروع "الحملات الصيفية للتوعية ومحو الأمية" بمنطقة نجران، حيث أكد أن مشروع محو الأمية مشروع وطني بامتياز وحيوي لن تستطيع وزارة التعليم وحدها النجاح به بل تشارك فيه عدد من الوزارات والجهات الحكومية كالشؤون الإسلامية والصحة والزراعة والشؤون الاجتماعية، وهو مشروع حقق نجاحات كبيرة في انخفاض معدلات الأميّة في السعودية بين الذكور والإناث معاً، حيث انخفض معدل الأمية للسكان السعوديين من نساء ورجال إلى 6.81 في المئة حالياً، نزولاً من 17.74 في المئة عام 2004م، أي بنسبة 61.61 في المئة.