مما لا شك فيه، أن هذا الموقف مر به الجميع، وأصبح مألوفًا للكثيرين، فالشخص الذي تراه في المرآة لا يشبه الشخص الذي تراه في صورك الخاصة، كما لو أن الكاميرا قامت بتجميلك وتغييرك بطريقة جذرية، أو ربما ينبغي لوم المرآة على ذلك! والسؤال الجوهري الذي لا بد أن نسأله، ما هي الصورة الفعلية الأقرب إليك، هل هي انعكاسك في المرآة أم صورتك الشخصية؟، وهنا يجيب موقع برايت سايد: الجانب النفسي نحن نميل إلى النظر في المرآة أكثر عندما نكون في المنزل أي في البيئة التي  نشعر فيها بالحرية والاسترخاء، أما بالنسبة للصور، فنحن عادة نلتقطها في إطار من التوتر، او ربما نكون غير مستعدين إطلاقًا لأخذ صورة. لهذا السبب، نحن نظهر بشكل أكثر جاذبية في المرآة كوننا نكون أكثر راحة في المنزل، وعندما نشاهد صورنا في اليوم التالي ننصدم لمظهرنا الذي بدونا عليه. الزاوية الحقيقة البسيطة هي أن وجوهنا غير متساوية، وبالطبع، هذا ينطبق على الجميع دون تمييز، فهنالك أفراد تظهر ملامحهم غير متساوية بشكل كبير، أما بالنسبة للآخرين يكون الأمر أقل، لذلك عندما نقف أمام المرآة كل صباح، فإننا نقف في ذات الزاوية المعتادة، ونتيجة لذلك، تعودنا على رؤية وجوهنا من زاوية واحدة بعينها؛ أي معتادين على عدم تساوي ملامحنا. لكن عندما يتعلق الأمر بالصور الفوتوغرافية، فإنك لا تحصل على إنذار مسبق كيف وبأي اتجاه ستلتقط الصورة، فتظهر ملامح وجهك بشكل غريب. توازن اللون الأبيض كل نوع من الإضاءة لديه درجة حرارة خاصة، لكن عندما ننظر في المرآة، فنحن لا نسجل ونراعي هذا التنوع في درجات الحرارة، ويعود السبب أن الدماغ يسوي ويصحح تلقائيا كل الاختلافات ويرينا التركيبة التي اعتدنا عليها. من ناحية أخرى، تلتقط وتسجل الصور الإضاءة كما هي في الواقع بجميع اختلافات درجات الحرارة، لكن عندما ننظر في المرآة حتى وإذا كانت الإضاءة تأتي من اتجاهات ومصادر متنوعة، ومع وجود ألوان متعددة والظلال تتراقص على وجوهنا، لا نزال نرى ملامح وجهنا المعتادة. التركيز على شيء محدد لا تنسى عند النظر إلى المرآة، نحن نركز عادة على جزء معين من انعكاسنا ولا نرى الصورة العامة، لكن عند النظر إلى الصور نتمعن النظر بالصورة الكلية، ونبدأ بالتدقيق على الامور التي استهنا إليها في وقت سابق. الانعكاس في الانعكاس، نرى دائمًا نسخة من أنفسنا، والتي في نهاية المطاف تشكل لدينا تصور لما نبدو عليه في الحقيقية، أما بالنسبة للصورة الفوتوغرافية، فهي تصور لنا الطريقة التي ينظر بها الآخرون إلينا. وبطريقة مختصرة، يمكننا استنتاج أن الصور لوحدها بإمكانها إعطاء معلومات موضوعية حول مظهرنا، لذلك إن بدوت غير جذاب في الصور، فهذا لسوء حظك!