قصص أغاني فيروز.. استغرقت 4 سنوات لتغني إحداها واتهمت بالتحريض على "الخيانة"
  • Posted on

قصص أغاني فيروز.. استغرقت 4 سنوات لتغني إحداها واتهمت بالتحريض على "الخيانة"

تتعدد ألقاب "فيروز"  وتختلف عبر السنوات، فهي الصوت الذي لن تجد له وصفا واحدا،  وهي النغمة التي تحتمل كل الألحان فهي صوت الحب والوطن والثورة والعشق والحنين والغربة،  هي كما وصفها محمود درويش "الأغنية التي تنسى دائما أن تكبر.. هي التي تجعل الصحراء أصغر.. وتجعل القمر أكبر". رغم بلوغ فيروز اليوم 81 عاما مازالت الصوت الذي لا يموت ولا يشيخ يوما بل يبقى صديق العاشقين، يظل صوت جارة القمر يحمل جمال الياسمين وطعم السكر ورائحة القهوة، وتبقى أغانيها تراثا تتوارثه الأجيال فهو يصور تاريخا ويحمل قصصا لا تختفي مهما مر الزمن، وبمناسبة ذكرى ميلادها هذه قصص وكواليس بعض أيقوناتها الغنائية. أغنية " سمرا يا أم عيون وساع" ولدت هذه  الأغنية في بيت الشاعر الغنائي زين شعيب، والذي أصر على زيارة فيروز لبيته حتى يهديها أغنية، وفي يوم ما ذهبت فيروز لزيارته ومعها عاصي الرحباني، وكانت ترتدي تنورة بلون نيليه،  وكان بيت الشاعر مزدحما بالزوار ولم يجد عاصي وفيروز مكانا للجلو، فعاتبت فيروز الشاعر زين شعيب باستنكار ومحبه قائلة: "وين بدنا نقعُد يا زين"، فرد بذكاء وموهبة  "سمرا يام عيون وساع والتنورة النيلية... مطرح ضيق ما بيساع.. رح حطك بعينيي".  وبهذه الجملة الرقيقة رد على عتاب فيروز، وأهدها مذهب أغنيتها الجميلة، ثم طلبت منه فيروز أن يكمل الكلمات وخرجت الأغنية من ألحان الأخوين رحباني. [vod_video id="N1W4S2gl9ULhapKGXAGqw" autoplay="1"] وتعاون  زياد الرحباني مع والدته السيدة فيروز وقدم لها أغاني تعتبر  من أجمل ما غنت  جارة القمر، وللمصادفة  الكثير من أغانية تحمل قصصا مختلفة. سألوني الناس التعاون الأول بين زياد وفيروز والذي أغضب عاصي الرحباني يعود لعام 1972 عندما مرض عاصي وتدهورت حالته الصحية فدخل المستشفى بينما كانت فيروز تقدم مسرحية "المحطة" فكتب منصور الرحباني  "سألوني الناس عنك يا حبيبي..كتبوا المكاتيب و أخدها الهوا...بيعز علي غني يا حبيبي... ولأول مرة ما منكون سوا". كلمات تعكس حزن فيروز لغياب زوجها لأول مرة ، ولحن هذه الكلمات الابن زياد الرحباني وهو مازال في الــ 17 من عمره، ونجحت الأغنية نجاحا هائلا وارتبط بها الجمهور،  لكن  هذه الأغنية أثارت غضب عاصي الرحباني، وشعر أنهم استغلوا مرضه فقرر أن يحذف الأغنية من المسرحية ولكن نجاحها جعله يتراجع عن قراره. ويشاء القدر أن تكون هذه الأغنية هي تخليد لذكرى قصة الحب، التي جمعت بين فيروز وعاصي، فعندما غنتها فيروز مرة أخرى بعد وفاة عاصي الرحباني بكت جارة القمر وهي تقول" ولأول مرة ما بنكون سوا"، وهاهي لليوم مازالت أغنية العاشقين . [vod_video id="pZpAnYTUEWwvxRHXxWwbAQ" autoplay="0"] كيفك أنت التعاون الثاني بين زياد وفيروز، الأغنية التي تقهر الزمن، فحتى مع وجود السوشيال ميديا التي تكشف لنا حياة كل الأشخاص وتفاصيلها  ولا تجعل مكانا للتكهنات، ومازال صوت فيروز وهي تقول "كيفك، قال عم يقولوا صار عندك ولاد... أنا والله كنت مفكرتك برات البلاد" يحمل دفئا ورونقا لا يقهره الفيس بوك و لا الانستقرام . وتكمن قصة هذه الأغنية ليس في المضمون ولكن في كواليس صناعتها فقد ترددت السيدة فيروز 4 سنوات قبل أن تغنيها، ويروي زياد الرحباني قصة الأغنية وكيف أقنع فيروز بها، ففي يوم بدون كهرباء ذهب زياد إلى زيارة فيروز ومعه شريط يحمل الأغنية بصوته وطلب منها أن تستمع لها فقالت عندما تأتي الكهرباء، ولكن زياد أصر على أن تسمعها في وجوده حتى يوضح لها الكلمات لآن صوته أحيانا يكون غير واضحا، وكان يحمل معه جهاز بالبطارية. فجلست فيروز تستمع للأغنية في سكون ثم سألت زياد "هيدي شو بدنا نعمل فيها؟" واستغربت فيروز الكلمات وخصوصا "ملا أنت"، فترك لها زياد الأغنية لتسمعها وتقرر، فأخذت 4 سنوات حتى وافقت أن تغنيها . ورغم كل الجدل حول "كيفك أنت..ملا أنت" حققت الأغنية أعلى المبيعات عند صدورها ومازالت تتصدر القوائم الغنائية . [vod_video id="rPVm0ZduKr5y453KJDZbpA" autoplay="0"]  ع هدير البوسطة هذه الأغنية لم تكن أغنية فيروز في الأساس لكن أغنية قدمها زياد الرحباني في إحدى مسرحياته بعد انفصاله فنيا عن والده عاصي ووالدته فيروز، وعندما سمع الأغنية عاصي الرحباني طلب من زياد أن تغنيها فيروز في حفلتها بباريس فوافق الابن، وأخذ 500 ليرة مقابل الأغنية . أحدثت الأغنية نجاحا وجدلا كبيرا بسبب مقطع: "وفي واحد هو ومرتو..ولو شو بشعة مرتو"  واعتبره البعض تحريض صريح من فيروز بالخيانة الزوجية فهي تتغزل بالرجل وتقلل من جمال الزوجة وأتهم بذلك أيضا زياد الرحباني.  [vod_video id="rC52ybuCL1OEMDs8V7O1g" autoplay="0"]  أغنية "وحدن" الأغنية التي كتبها لشاعر طلال حيدر  وتغنت بها قيثارة السماء، وهي مستوحاة من قصة حقيقية تحمل روح ثلاثة شباب ضحوا بأرواحهم من أجل الإيمان بقضية. ويحكي الشاعر أنه كان يعتاد الجلوس في بيت بأطراف الغابة في لبنان لكتابة الشعر، وفي  جنح الليل  مر عليه 3 شباب وألقوا  التحية ثم كرروا ذلك في العودة . وفي الليلة  التالية  وبقلب الليل جاء الشباب مرة أخرى وألقوا السلام فقرر طلال أن يسألهم عن سبب الخروج في هذا الوقت عندما يعودوا , ولكنهم لم يعودوا أبدا, وفي صباح اليوم التالي أكتشف طلال في الجريدة أن هؤلاء الشباب يعبرون من لبنان إلى فلسطين لينفذوا عمليات انتحارية ضد العدو الصهيوني فكتب طلال: "وحدن بيبقو متل زهر البيلسان وحدهن بيقطفو وراق الزمان.. بيسكرو الغابي بيضلهن متل الشتي يدقوا على بوابي على بوابي.. يا زمان يا عشب داشر فوق هالحيطان ضويت ورد الليل عكتابي "، وتغنت بها فيروز.  [vod_video id="3HyOM7HKREKbjWsr25fPhw" autoplay="0"] أغنية "يا رايح " قصة أخرى لأغنية كتبها الشاعر  طلال حيدر, عندما أجتمع مع فيلمون وهبي وزياد الرحباني في أحد ليالي الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982، فقرر الثلاثة أن يقاوموا الاحتلال على طريقتهم فكل شيء يزول لكن الفن يبقى، فردد طلال الشعر وقال من ضمن ما تغنى  " يا رايح صوب مشرق ...شرق ما بو ربيعي... راحوا يرعوا غنمهن و العشب فوق ضلوعي" ولحن فيلمون وهبي بينما أدار زياد المسجل ليحتفظ بهذه اللحظات والكلمات والألحان . وبعد  حوالي 10 سنوات أخرج زياد هذا الشريط وأعاد توزيع الأغاني وأشدت بها ياسمينة الشام في ألبوم " يارايح " في 1994 . [vod_video id="6uO54IRck2CZ6d8LuQ" autoplay="0"]