حينما كان يجلس "صالح بن الحجيلان" بوجهه الطفولي البشوش، في غرفة ألعابه بالمنزل، يحاول توصيل التيار الكهربائي لجهاز ألعابه، ثم يراقب بلهفة النتيجة، وهو يلعب في شعره الناعم تارة، ويمسح زجاج نظارته تارة أخرى، هل نجح في تشغيل جهازه الذكي؟ لم يكن يدري أن هذه الخطوات ستصبح الأولى في مشواره الذي بدأ باكرا جدا، ليصبح في أيام قلائل أحد الأسماء التي اشتهرت في المملكة السعودية، بعد تكريمه في الأرض والجو. [vod_video id="vVTqgtsRnHbDkwkKBdOjw" autoplay="1"] قصة الطفل السعودي "صالح بن رجيحان"، هي نموذج وقدوة لا للأطفال من عمره فقط، بل لآباء وأمهات الوطن العربي، حيث تبدأ قصته منذ أن كان صغيرا، يولي اهتمامه كعادة أغلب الأطفال في سنه للألعاب، لكن ما صنع الفارق حقا بينه وبين الآخرين، هو اهتمام والديه الحقيقي بشغفه، ومن هنا تحول من اللهو إلى الاحتراف فالتكريم والشهرة. [rotana_image_gallery rig_images_ids="690607,690608,690609,690611,690614,690618,690622,690625,690628,690630"] وجد "صالح" البيئة التي تحتضن شغفه بالألعاب، من رعاية واحتضان وتوجيه واحترام لهوايته دون تقليل منها أو نهر، لينتقل إلى المرحلة التالية بسلاسة وهي الشغف ببرامج الحاسوب، والأنظمة المعلوماتية، بتفحصها، والربط بينها، وتحليل بياناتها، واستكشاف دلالاتها، وكل هذا من أسس ما يُعرف باسم "الأمن السيبراني". يرجع الفضل في ذكاء وموهبة الطفل "صالح" إلى والديه اللذين اهتما بتعليمه، فكل منهما حصل بدوره على تعليم جيد، مكن الأب من أن يكون مهندسا معماريا ناجحا، والأم من أن تكون معلمة حاسب آلي متميزة. بمهارة فائقة وسرعة وذكاء، تمكن "صالح" من مهاراته جيدا، ليحصد بجدارة المركز الأول على مستوى المملكة، في أولمبياد أبحاث وعلوم الحاسب الآلي وتطبيقات الجوال والطباعة ثلاثية الأبعاد، في البحث المقدم بعنوان "الأمن المعلوماتي في المملكة العربية السعودية". قال "صالح"، في حوارات صحفية، إن كل من والديه، وأساتذته في مجمع الأمير فيصل بن مشعل، كانوا الأداة التي أسهمت، بشكل مباشر، في تغيير اتجاه البوصلة لديه، فتحولت من مجرد هوس بالألعاب المسلية، إلى صناعة واكتشاف، مضيفا أن والديه قاما بتنمية روح الاستكشاف والتفحص لديه، وهما المؤثر الأول الذي صقل الموهبة. [readmore post_link="https://rotana.net/%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%AA%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%85%D8%B3%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B2%D9%85-%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%B6%D9%89-%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7/" ] وتابع "صالح" أن بيئة الدراسة أيضًا حققت المعادلة المثالية بالنسبة له، حيث اعتنى المدرسون بمهاراته بعدما لاحظوا تفوقه المبهر، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي قصة تكريم صالح بن الحجيلان بعد فوزه بالمركز الأول، بعدما خطف القلوب بابتسامته البريئة. زادت شهرة "صالح" بعدما انتشر فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي، يوثق تكريمه جوا وذلك من قَبل كابتن وطاقم الرحلة رقم 1267 على متن الخطوط السعودية، بعد علمهم بوجوده من ضمن ركاب الرحلة، ما مثل مبادرة ولفتة رائعة، وتحفيزا للطالب المتميز. وقال مطلق الجلعود، مدير التواصل والعلاقات العامة والتوعية بصحة الشرقية: "أحياناً لا تحتاج حفلا للتكريم أو مبالغ مالية أو دروعا، الخطوط السعودية اكتفت بتحفيز هذا الطالب المميز، ومباركتهم له، عبر جهاز النداء بالطائرة"، مضيفا: "مقطع علق بالأذهان وسيحتفظ به الطالب تاريخياً في مسيرة حياته والجميع تحدث عنه، ألف مبروك يا ولد الحجيلان، وشكراً الخطوط السعودية". [more_vid id="YnbEkaMwusk7hxo6iPyxg" title="طارق شو: تكريم عامل مغسلة بعد إعادته 40 ألف ريال وجدها داخل السيارة" autoplay="1"]