تصوير: رضوان مطر
"أيقونة الفرح" هو عنوان الإنتاج السينمائي الأول عن الشحرورة الراحلة صباح، في ذكرى مرور عام على رحيلها، تم افتتاحه في بيروت في قصر الأونيسكو، بحضور أهل الإعلام والمجتمع.
من جهتها، قالت لينا فايز مسعود منتجة الفيلم السورية والتي أرادت أن تهديه إلى صباح: "لأنها من لبنان الأشمّ، كانت بداية الفيلم من بيروت"، مضيفة: "صباح من لبنان بدأت منه، وانتهت إليه، فعاش فيها وعاشت فيه وسيبقيان".
يتضمن الفيلم تحيَّة إلى صباح، وهو يدخل في عالم سُريالي ليخرج إلى عالم واقعي، نرى فيه طيف الشحرورة يقوم برحلة بين الخيال والواقع، ويجول في ذاكرة المكان بكل تفاصيله، لنرى عرضاً جميلاً لكل أعمال صباح، فنرى كل أرشيفها الفني من صور نادرة، وأغانٍ، ومسرحيات وأفلامٍ، هذا الأرشيف الذي ينعش أذاهننا ويعيدنا إلى زمن الشحرورة الجميل، فترى نفسك تتفاعل وتفرح وتصفق وتغني من دون أن تشعر.
كيف لا وهي من غنّت "عالندى، جيب المجوز، يا ناس الدني دولاب، عالضيعة، سعيدة ليلتنا، زقفة يا شباب، مرحبتين، أهلا بهالطلة، ورائعتها "زي العسل"، فكانت كل أغانيها "زي العسل" على قلوب كل من سمعها من كل الأجيال.
أكثر ما يلفت في هذا الفيلم هو تلك الأبحاث والأعداد الأرشيفية الكبيرة التي أغنت الفيلم، وجعلت منه عملاً لا يستهان به، حيث نرى صباح في صور جديدة لم نرها من قبل، والمميز أيضاً تلك المجموعة من المجلات التي كانت صباح نجمة غلافها.
كما يعرض الفيلم مقتطفات من مسرحيات صباح مثل "القلعة"، دواليب الهوا"، ومقتطفات أخرى من أفلامها "أحبتي"، "3 قصص 3 نساء" وغيرها، كلها تشهد على عزِّ جماهيري وفني عاشته صباح، وفخامة حياة وبذخ وأناقة لم يعشها غيرها من فناني جيلها ولا فناني اليوم.
فهي كانت "أيقونة فرح" محبة للحياة والضحك وكل الناس، منطلقة، ملفتة بطلتها، طفلة من داخلها، مصرَّة على النجاح، سعيدة، جميلة، أنيقة، وهذا ما أظهره الفيلم بشهادات حيَّة لصباح قالها لها عمالقة في عالم الفن مثل وديع الصافي، روميو لحود، منصور الرحباني، طلال حيدر، وتبقى صباح كاسمها تنير قلوبنا وصباحاتنا مع كل يوم جديد، حيَّة بصوتها وميراثها الفني الذي لا يقدَّر بثمن.
يذكر أن الفيلم من إنتاج شركة النبلاء للإنتاج الفني السورية، وبطولة الممثلة اللبنانية سالي بسمة، سيناريو وإخراج نضال سعد الدين قوشحة، أما حفل الافتتاح فكان من تنظيم الزميلة هدى الأسير وتقديم الإعلامية ليليان ناعسة.