لم يستطع أن يراها تُعاني يومياً ويقف مكتوف اليدين، وبالرغم من محاولته أن يظل بجانبها ويقدم لها بكل ما يملك من وقت لمساعدتها إلا أنه يعلم بالتأكيد أنه لن يكون بجانبها طوال الوقت، وحرصاً منه على راحتها وسلامتها ظل يفكر طوال الوقت حتى توصل إلى اختراع جديد يكون مطمئناً عليها وهو في عمله.
فهد المطيري، شاب سعودي يقطن في "بريدة" تعرضت والدته للإعاقة قبل سنتين، وبدأت معاناتهما سوياً خصوصاً بعد أن بحث في الأسواق والمتاجر على كرسي متحرك يساعدها بشكل كامل، ولكنه لم يجد ما يتمناه لها، وهذا ما جعله يعكف على ابتكار كرسي متحرك بعمل بالطاقة الكهربائية، لتسهيل حركتها ولتتمكن من ممارسة حياتها اليومية بشكل طبيعي دون أن تشعر بأي معاناة.
الغريب في هذا الكرسي هو إمكانياته المتعددة التي أضافها "المطيري" فالكرسي يستطيع النزول لمستوى الأرض مما يمكن الشخص المعاق مهما كان وزنه من الجلوس عليه ومن ثم الصعود به لارتفاع 50 سم وذلك باستعمال مفتاح كهربائي تم تزويده للكرسي، وليس هذا فحسب، لأن هذا الكرسي يستعمل كأداة للصعود والنزول من السيارة للمعاقين.
وبهذا تحققت أمنيته بأن يخفف عنها معاناتها، ولكنه يأمل أيضاً أن يتم تسجيل هذا الابتكار وتحفظ حقوق ملكيته له وأن يجد من يدعمه حتى تعم الفائدة على الجميع ويخفف من معاناة كل المعاقين.
ومن جانبه أعرب نائب رئيس جمعية المخترعين السعوديين الدكتور أحمد المهندس عن سعادته وانبهاره بما حققه الشاب، ووجه له دعوة أن يتقدم لتسجيل هذا الاختراع موضحاً أن هناك العديد من الجهات التي توفر الدعم المادي لمثل هذه الاختراعات منها "صندوق المئوية" و"كفالة"، ويمكنه أن يتقدم من أجل أن يصل هذا الاختراع لكل من يحتاجه.
وتحدث عن طريقة تسجيل الاختراع وهي الحضور لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وأن هناك طريقة أخرى وهي المراسلة مع مكتب البراءات السعودي فضلاً عن مكتب البراءات الخليجية، كما أضاف أن جمعية المخترعين تعقد العديد من اللقاءات من أجل نشر ثقافة الابتكار والاختراع، وتستقبل الاستفسارات، وتوجه المستفيدين إلى الطرق الصحيحة.