يعدّ تعلّق الشديد للطفل بالأم من المشكلات التي تواجهها الكثير من الأمهات وتحول دون قدرتها على أداء مهامها المختلفة بشكل طبيعي ؛فمتى يكون هذا التعلّق أمراً طبيعياً ومتى يكون مشكلة تستوجب الحل ؟ وكيف للأم أن تتغلّب عليها بقدر من الذكاء دون أن يكون لذلك تأثيرات سلبية على الطفل ؟.
في هذا السياق تقول "الدكتورة هانم صلاح - استشاري الصحة النفسية " إنه في المراحل الأولى من ولادة الطفل يكون تعلّقه بأمه من الأمور الطبيعية والمبررة؛ كونها المصدر الرئيسي الذي يحقّق له الشعور بالأمان .
مؤكدة أنه مع تطوّر عمر الطفل لابدّ أن تحرص الأم على تعويده على التواجد لبعض الوقت مع بعض أفراد العائلة دون وجودها حتى يستطيع الانسجام معهم ، ما يقلل من تعلّقه المفرط بأمه.
وأشارت إلى أن هناك أسباب متعددة لتعلّق الطفل المفرط بأمه من أهمها:
-تعلّق الأم نفسها بالطفل وخوفها الشديد عليه وتدليلها المفرط له ما يجعلها جزءً رئيسياً في المشكلة .
-قسوة الأب الزائدة على الطفل ما يجعله أكثر تعلّقاً بالأم كمصدر للحماية .
لافتة إلى أن أبرز أسباب تعلّق الطفل المفرط بأمه فى مرحلة ما قبل المدرسة هو شعوره بأن غياب الأم يكون دائماً وليس مؤقتاً .
مشيرة إلى أن تعلّق الطفل المفرط بالأم في سن المدرسة يشكّل بالفعل مشكلة تعوق الطفل نفسه عن النمو النفسي بشكل سوي.
مؤكدة أن هذا الأمر يتطلب من الأم التعامل مع المشكلة بقدر من الذكاء والتدرّج والحكمة .
وذلك من خلال عدة خطوات تتمثّل في :
- أن تحرص الأم ألا تكون جزءً من المشكلة وتقلّل من تعلّقها الزائد بالطفل.
- الابتعاد عن تدليل الطفل الزائد والالتزام بالوسطية في التعامل مع الطفل .
-تعويد الطفل بالتدريج على غيابها المؤقت وذلك بتركه بعض الوقت مع والده أو أحد أفراد العائلة مع الحرص على أن تهيّء له أجواءً ممتعة في غيابها.
- إلحاق الطفل بالحضانة يعدّ أولى الخطى للتغلّب على هذه المشكلة ولكن بشرط أن تحرص الأم على تقديم الدعم النفسي للطفل في هذه المرحلة .