تحية كاريوكا .. "سيدة الراقصات" التي اشتبكت مع سوزان هيوارد بسبب إهانتها للعرب
  • Posted on

تحية كاريوكا .. "سيدة الراقصات" التي اشتبكت مع سوزان هيوارد بسبب إهانتها للعرب

"خلطة" أنثوية ساحرة تجمع بين الراقصة الشرقية الجذابة والممثلة الموهوبة والمناضلة السياسية، ولدت قبل أيام من ثورة 1919، وكأنها تنفست عبير الحرية وأدركت قوانين الثورات، فثارت على مدرسة الرقص القديمة، وأسست مدرسة "كاريوكا". ولم تخجل من تغير شكلها بعد اعتزال الرقص وامتلاء جسدها بل وجهت طاقاتها الفنية إلى شاشة السينما وخشبة المسرح، وأصبحت نزيلة المعتقلات بسبب نشاطها السياسي ودافعت عن عروبتها بغض النظر عن المكان والزمان، فاشتبكت مع الممثلة سوزان هيوارد وسط مهرجان كان السينمائي عام 1956 لأنها أهانت العرب. 1-ولدت "بدوية محمد علي النيداني" الشهيرة بـ"تحية كاريوكا" في 22 فبراير1919 بمدينة الإسماعيلية، وعانت تحية في طفولتها من ظروف معيشية وأسرية صعبة فهربت من الإسماعيلية وتوجهت إلى القاهرة، وبدأت في ممارسة الرقص والغناء والتمثيل حتى اكتشفتها الراقصة محاسن محمد ثم تعرفت على بديعة مصابني وانضمت إلى فرقتها وقدمت معها أدوار في السينما والمسرح. 2-في عام 1940 قدمت رقصة "الكاريوكا" العالمية في أحد عروض الفنان سليمان نجيب الذي ساعد تحية كثيرا في مشوارها، واشتهرت بهذه الرقصة حتى أقترن اسمها بـ"كاريوكا"، وطورت تحية أسلوبها الخاص، وأصبحت صاحبة مدرسة في الرقص الشرقي تعتمد على التوحد مع الإيقاع والموسيقى دون اعتماد كبير على الاستعراض وحركات الجسد، حيث تستطيع أن ترقص في بضعة سنتيمترات. [vod_video id="xJnp0b6c3XwRBIzGYbtpZg" autoplay="1"] 3-قدمت "كاريوكا" عددًا من الأدوار المسرحية والسينمائية منها فيلم لعبة الست مع نجيب الريحاني، ولكنها ظلت الراقصة الأشهر والأهم حتى اعتزلت الرقص الشرقي بشكل كامل في منتصف خمسينيات القرن العشرين، وتفرغت للتمثيل فقط فاكتسبنا نجمة موهوبة تتألق في كل أدوارها وتتقمص الشخصية لتنسى أنها "كاريوكا" الراقصة. [vod_video id="siZyAIbr8HcBSsZ7OCinaQ" autoplay="0"] 4-أهم أفلامها هو شباب امرأة لمخرج الواقعية صلاح أبو سيف، وتقدم "شفاعات" صاحبة المسكن والسرجة التي تعجب بشباب "إمام" أو شكري سرحان، وتحاول غوايته، وتدبر له حادث سرقة ليتزوجها، فتألقت "تحية" في الفيلم الذي أصبح من أهم 100 فيلم في تاريخ السينما، الفيلم من بطولة شكري سرحان وشادية وعبد الوارث عسر. [vod_video id="MW2ZPJTlwtfkNWMxXkWcw" autoplay="0"]    5-شارك الفيلم في مهرجان "كان" عام 1956، وكانت تجلس النجمة الأمريكية سوزان هيوارد في طاولة قريبة من الوفد المصري، وتحدثت عن الصراع العربي الإسرائيلي، معجبة بدور إسرائيل وأحقيتها في وطن وأهانت العرب، فما كان من تحية إلا أنها اشتبكت بها ردا على ما قالته عن العرب ولقتنها درسًا وسط الحضور.   6-تنتقل الفنانة الموهوبة من "المعلمة شفاعات" إلى ملكة مصر "شجرة الدر" في الفيلم التاريخي "وإسلاماه" للمخرجين الإيطاليين إنريكو بومبا وأندرو مورتون، وبمشاركة المصري شادي عبد السلام، لتجسد ملكة مصر شجرة الدر وقصتها مع زوجها أيبك أو عماد حمدي والتي تنتهي بقتلهما الأمر الذي غير مجرى الأحداث، الفيلم من بطولة أحمد مظهر ولبنى عبد العزيز ورشدي أباظة. [vod_video id="3M8o9uWe9smy2YNtCoSzAQ" autoplay="0"]   7-ولم تقف أنوثتها يوما أمام فنها، ففي فيلم "الطريق" رائعة نجيب محفوظ قدمت دور أم صابر الرحيمي، أو "رشدي أباظة" مع أنها كانت زوجته يوما من الأيام، وتؤدي دور المرأة صاحبة الماضي المشين التي تحاول حماية ابنها من الضياع بدون أب بعد دخولها السجن، الفيلم من إخراج حسام الدين مصطفى وبطولة رشدي أباظة وشادية وسعاد حسني. 8-وبجانب الفن لعبت كاريوكا أيضاً دوراً سياسياً وألقي القبض عليها أكثر من مرة بسبب نشاطها السياسي، حيث كانت عضوة في أكثر من تنظيم سري وحركات وطنية، وساعدت الفدائيين ضد الاحتلال الإنجليزي وهربت لهم السلاح، وتدربت على حمل السلاح للمشاركة في المقاومة أثناء العدوان الثلاثي 1956، وبسبب نشاطها الفني والسياسي والوطني وشخصيتها الرائعة، تناولها أكثر من كاتب ومثقف عربي، ومن أهمها الدراسة التي كتبها المثقف الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد. 9-كانت حياة تحية كاريوكا غير مستقرة وخصوصا على الجانب الأسري، فتزوجت 14 مرة من بينهم زواجها بالمخرج فطين عبد الوهاب، والمخرج أحمد سالم، والفنان رشدي أباظة، والكاتب المسرحي الراحل فايز حلاوة، وبقيت معه 18 سنة حتى انفصلا، وكان أخر زيجاتها المخرج حسن عبد السلام. 10-ظلت ابتسامتها الساحرة لا تفارق شفتيها حتى توفت في 20 سبتمبر عام 1999 وهي تبلغ 80 عاماً بعد تعرضها لجلطة رئوية بعد عودتها من رحله العمرة.