روتانا - منة الله أشرف كشف علماء اليوم، أنهم تمكنوا من استخدام التقنية الرائدة والمثيرة للجدل في تعديل الجينات "كريسبر crispr" على مريض؛ من أجل إضعاف ومن ثم القضاء على مرض اضطرابات الدم الوراثية. وراء هذا المشروع شركة التكنولوجيا الحيوية السويسرية- الأمريكية "كريسبر ثيروبيتس فيرتكس CRISPR Therapeutics and Vertex"، والتي تقول إنها أول من استخدم تقنية "كريسبر" على الإنسان، رغم أنه سبق استخدامه على مرضى السرطان في الصين. المريض المجهول في التجربة السريرية يعاني من الثلاسيميا بيتا، وهي مجموعة من اضطرابات الدم الوراثية، نتجت بسبب نقص أو غياب سلاسل ببتا من الهيموغلوبين التي تؤدي إلى نتائج متنوعة منها فقر دم شديد، ويُصاب به 1 من كل مئة ألف شخص، هي أيضًا تعوق إنتاج الهيموغلوبين، وهو أمر ضروري لدفع الأكسجين في جميع أنحاء الجسم. [vod_video id="Gmv4FSE82dzs919aYRHw" autoplay="1"] شركة "كريسبر ثيروبيتس"، عالجت المرض باستخدام التقنية التجريبية لتعديل الحمض النووي وتبديل الجينات المعيبة، وتقول الشركة إنها تعمل أيضًا مع مريض آخر يعاني من فقر الدم المنجلي، وهي حالة تسبب ألما مبرحا. ويأمل العلماء أن يتم العلاج تمامًا بحقنة واحدة من فيروس غير مؤذي يقطع الجين المعيب، تليها حقنة أخرى واحدة من الخلايا الجذعية لإدراج نسخة صحية من الجينات المعدلة. وقال "سمرث كولكارني"، الرئيس التنفيذي لشركة "كريسبر ثيروبيتس": "يعتبر علاج أول مريض في هذه الدراسة معلمًا علميًا وطبيًا هامًا، وبداية جهودنا لتحقيق الوعد الكامل لعلاج الأمراض الخطيرة، ويكون تعديل الجينات مرحلة مختلفة كليا من العلاج". ما هي تقنية كريسبر؟ هي تقنية ترصد الجينات المعيبة وتقطعها، فتترك مساحة لجين صحي، مع إدخال جين معدل عوضًا عنه، وهي مأخوذة من طريقة دفاعية للبكتيريا في القضاء على الحمض النووي للفيروسات؛ لحماية نفسها. من المختبر إلى تجربة الصين والولايات الأمريكية: بمجرد اكتشاف تقنية "كريسبر"، كان من الواضح أنها تحمل إمكانات ضخمة، سواء خير أو شر، ولكن حتى العام الماضي، كان هناك توافقًا عامًا في الآراء بأن التطبيقات على البشر هي احتمال بعيد، ومنع المنظمون استخدامها، حتى في التجارب السريرية، بينما حاول العلماء ورجال الدين ومسؤولو الصحة العامة التوصل إلى توافق في الآراء بشأن الأخلاقيات العامة لهذه التقنية. ثم ظهر أن أطباء الأورام في مستشفى هانغتشو للسرطان في الصين، غرب شانغهاي، كانوا يمارسونها بالفعل في التجارب السريرية مع مرضى السرطان، وترقب العلماء في جميع أنحاء العالم بقلق، وفُتنوا في النهاية برؤية النتائج. وخرج هذا الهدوء عن مساره عندما قال الدكتور "هو جيان كوي" من جامعة العلوم والتكنولوجيا الجنوبية في شنتشن، في مؤتمر نوفمبر الماضي، أنه استخدم تقنية "كريسبر-كاس 9" لتعديل جينات أجنة توأم، لولو ونانا، كان سيرث نقص المناعة الشخصية من والدهم. وأُصيبت المجتمعات الطبية والعلمية العالمية بالذعر، ولا زالوا يتحدثون عن نتائج هذه التجربة، ففي الأسبوع الماضي، قال أطباء الأعصاب أن تعدي الجينات يمكن أن يؤثر على الدماغ، واصفين الأمر بأنه "مزيد من الوقود على النار". وبعد أسابيع، فقد معهد أورام شنغهاي مسار المرضى في التجارب السريرية، ما يعني أن لا أحد سيعرف أبدًا تأثير التجربة على المدى الطويل. التجربة السريرية الجديدة أكثر أمانا.. لماذا؟ يناقش العلماء المتحمسين لهذه التجربة أمان التجارب السريرية الجديدة، فقديما كان هناك طريقتان لتعديل الجينات، الأولى هي "جسدية somatic" والثانية هي "تتبع خط وتسلسل الخلايا المعيبة التي يمكن توريثها للنسل germ-line ". وتنطوي الطريقة الأولى على تعديل جين واحد في مرة واحدة بطريقة غير قابلة للتوريث، أما الطريقة الثانية تؤثر على جميع الخلايا، ما يعني أنه يمكن توريث الجين الصحيح إلى الأجيال المقبلة. [readmore post_link="https://rotana.net/%D8%B0%D9%83%D8%B1-%D8%A3%D9%85-%D8%A3%D9%86%D8%AB%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D9%88%D9%8A-%D9%8A%D8%AD%D8%B3%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%84-%D8%A8%D8%B4/" ] مع ذلك، فالفريق المضاد يرى أن النتائج قد تكون كارثية إذا ما تم تعديل الجين بطريقة خاطئة، فهذا يعني أن جيلا بأكمله سيورث هذا الجين. العلاج الجديد من قبل شركة "كريسبر" يُطلق عليه "CTX001"، وهو من النوع الأول "جسدي"، ويعتبر أكثر أمانًا؛ لأنه حصل على الضوء الأخضر من المنظمين، ولذلك فهم يرون أنهم أول من استخدم التقنية الموافق عليها لا الصينيين، وبمجرد نشر أنباء التجربة السريرية الجديدة ارتفعت أسهم الشركة بنسبة 25%، وهو ما يعد إغاثة للمستثمرين في التكنولوجيا بعد نتائج لفترات طويلة مخيبة للآمال. [more_vid id=" XBaV6204sTIIyNAC6DDAg" title="اكتشاف جثة الجميلة النائمة الحقيقة في روسيا" autoplay="1"]