قد يجد أفراد كثيرون في تربية الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب والطيور (مثل الكناريا والعصافير) ملاذاً لهم يحميهم من شبح الوحدة، بعدما اختاروا حياة العزلة أو أجبروا عليها بسبب ظروف الحياة.
وتتعدد في هذا السياق العديد من التجارب الواقعية نستعرض بعضها في سياق السطور التالية:
تمثل القطة "رليل" أهم أنيس لــ "مريان السويفي" 45 عاماً، منذ خمسة عشر عاماً، حيث اتخذتها أنيساً لها بعد فشل زيجتها الأولى وسفر كل من أخويها للدراسة في الخار، حيث تؤكد أنها أعطت لحياتها طعماً مختلفاً بعد سنوات من الشعور بالوحدة والاكتئاب، معتبرة أنه في أحيان كثيرة يكون الحيوان أكثر إخلاصاً ووفاء للإنسان من البشر.
فيما يعيش "مجدي كمال 55 عاماً" مع قطتين وكلب صغير مطلقاً عليهم عائلته الصغيرة، مؤكداَ أنه ورث عادة الشغف والولع بتربية الحيوانات الأليفة عن جده، حيث كان شغوفاً بتربية عدد كبير من الحيوانات الأليفة كالخيل والكلاب والقطط، ولكنه زاد عن جده في حب تربية الأسماك. مؤكداً أنه يجد في تربيتها متعة كبيرة فضلاً عن الشعور بالألفة والونس.
يقول الدكتور جمال الفرويز، أستاذ الطب النفسي، هناك عدة دوافع لدى الأشخاص الذين لديهم نوع من الهوس والولع بتربية الحيوانات الأليفة، تختلف باختلاف الطبيعة النفسية لكل شخص، فهناك أشخاص قد يميلون بطبيعتم إلى العزلة والرغبة في الانفصال عن عالم البشر، من أجل ذلك يحاولون خلق بدائل أنفسهم تشغلهم عن هذا العالم.
مضيفًاً أنه على الجانب الآخر يوجد أشخاص مروا بتجارب سيئة كقصة حب فاشلة أو تجارب اجتماعية سيئة على صعيد العمل أو الحياة العامة، ما يجعلهم أكثر رغبة في العزلة عن الآخرين، فيحاولون إيجاد اهتمام آخر لأنفسهم كبدائل تحميهم من خطر الوحدة والعزلة فتكون الحيوانات بمختلف أنواعها ملاذاً وبديلاً لهم؛ حتى إن منهم من يميل إلى تربية بعض الحيوانات المتوحشة كنوع من الحماية من الآخرين.
مشيراً إلى أن هؤلاء في الغالب يكونون أكثر قناعة بأن هذه الحيوانات تكون أكثر إخلاصاً من البشر أنفسهم.
وبجانب هذين النوعين من الأشخاص المهوسين بتربية الحيوانات هناك نوع ثالث يتمثل في الأشخاص الذين كانوا في الماضي يتقلدون مناصب كبرى ثم انقضت مدة خدمهم وساروا على المعاش، حيث يكون دائماً لديهم شعور بأنهم افتقدوا هيبتهم ومكاناتهم بانتهاء مدة خدمتهم من أجل ذلك يلجأ كثير منهم لحياة العزلة، متخذاً في أغلب الأحيان بعض الحيوانت رفيقة له في حياته الجديدة.
وأكد أنه في جميع الأحوال السابقة تكون لتربية الحيوانات فوائد متعددة على هؤلاء الأشخاص من أهمها أنها تحقق لهم قدراً كبيراً من الإشباع العاطفي، كما تعوض ما يفتقدونه من مشاعر الود والألفة.
مؤكداً أنه في بعض الحالات يتحول الأمر لحالة مرضية كما هو الحال عندما يفرط الشخص في الارتباط بهذه الحيوانات بصورة مبالغ فيها؛ وهو ما يستوجب في كثير من الأحيان العلاج النفسي.