التوتر إحساس طبيعيّ يشعر به الفرد عندما يكون طموحه أكبر من قدراته، فيقضي معظم الوقت في حالة من التفكير الذي لا يخرج عن صندوق التوتر والخوف من المجهول، لذلك معظمنا تقريباً يصاب في فترة من الفترات بالتوتر مهما اختلفت حدته.
نتائج مثيرة كشفت عنها دراسة علمية حديثة تفيد بأنّ الخطط المختلفة لمواجهة التوتر تأتي بنتيجة إيجابية إذا تم استخدامها مجتمعة بدلاً من اعتماد أسلوب أو طريقة واحدة، فالخطة التي تنجح في علاج شخص، لا يفترض أنْ تنجح في علاج شخص آخر.
وأكد الباحثون القائمون على الدراسة أنه ليس بالضرورة أنْ تؤدي معالجة الحالة النفسية والتوتر لدى الشخص المريض عضوياً إلى شفائه من مرضه العضويّ، لكن اتباع خطة لمواجهة التوتر قد تُخفّض احتمالات الإصابة بأزمة قلبية لـ75% من الأشخاص الذين يعانون أمراض القلب.
وفي هذا الإطار تقول الدكتورة "فاطمة الصغير- أستاذ علم النفس": هناك عدة أسباب تؤدي إلى الشعور بالتوتر أهمها:
ـ مشاكل العمل:
وتتلخص في عدم قدرة الفرد على مواكبة ضغط العمل، وإلزامه بمسؤوليات تفوق حجم قدراته، وكذلك تلقي راتب لا يلائم حجم الجهد الذي يبذله، وعدم الشعور بوجود أمان وظيفيّ.
ـ المشاكل العائلية:
تتمثل في القيود الموضوعة على الأبناء، وكذلك الخلافات الزوجية، بالإضافة إلى صعوبة إرضاء الأهل.
ـ الضغوط المادية:
وهي تتلخص في وجود مسؤوليات محددة تفوق حجم الدخل المادي للفرد، وعدم قدرته على مواكبة مستجدات الأسعار.
ـ الماضي والمستقبل:
قد يجد الفرد نفسه في حالة من الحيرة والعجز بين التفكير في الماضي الذي يصيبه بالحزن وكذلك النظر إلى المستقبل بحالة من اليأس.
موضحة أنّ أضرار فرط التوتر تتمثل في:
- تدني الروح المعنوية والرغبة في الانعزال عن الناس
- الأكل الزائد أو فقدان الشهية.
- الأحلام المزعجة المصاحبة للأرق.
- الإصابة ببعض الأمراض مثل أمراض القلب والقولون العصبيّ والضغط والسكر.
- انقباضات في القلب وسرعة في التنفس دون وعي.
مبينة أهم النصائح التي تساعد في التخلص من التوتر والاستمتاع بالحياة، وهي:
- التسامح مع النفس والآخرين، وتعديل القناعات بما يتناسب مع ما يطرأ على حياتنا.
- تقوية الإرادة والنظر إلى المستقبل دائما بإيجابية، بداية من الوضع الحالي للشخص حتى يسهل عليه تحديد أهدافه ويكون قادراً على التخلص من الضغط النفسيّ.
- ممارسة الرياضة خاصة التمارين التي تركز على الاسترخاء والراحة.
- النوم لفترة كافية لا تقل عن 6 ساعات ولا تزيد على 8 ساعات.
- تنظيم الوقت بين العمل والعائلة والأصدقاء فإنّ لكل منهم دوراً قوياً في إسعاد الآخر والنظر للحياة مع كل منهم بشكل مختلف.
- تناول الأطعمة المفيدة للجسم مثل الخضروات والفاكهة والكافيين في الحدود المسموحة منه.
- مشاهدة الأفلام أو البرامج الكوميدية لاستراحة العقل من التفكير وكذلك للتنفيس عما بداخل القلب.
مؤكدة أن للتوتر النفسيّ فوائد يجب أنْ نستفيد منها وذلك حسبما أكدت بعض الدراسات الحديثة وكان من أهمها:
- يعد التوتر النفسيّ ضرورة حياتية لاستمرار نشاط الشخص وحماسته وإخراجه من دائرة الملل وخلق روح التحدي بداخله.
- التوتر النفسيّ يزيد القدرات الإبداعية، لأنه يشعر الفرد بالمتعة والإثارة في خلق أفكار جديدة غير متوقعة لحل مشاكله.
- يرفع التوتر الخبرات الشخصية للفرد، ما يزيد من قدرته على اتخاذ القرارات وحافز إيجابيّ له عند التعرض لأيّ مشكلة أخرى.