الأوروبيون جلبوا الحرب والمرض.. وجعلوا الكوكب أكثر برودة
  • Posted on

الأوروبيون جلبوا الحرب والمرض.. وجعلوا الكوكب أكثر برودة

روتانا - أحمد المرسي بعد وصول كريستوفر كولومبوس إلى أمريكا الشمالية في عام 1492، قتل العنف والمرض أكثر من 90% من السكان الأصليين في أمريكا، أو من أطلق عليهم خطأ "الهنود الحمر"، قبل وصول كولومبس إلى الأمريكتين كانت المنطقة تفتخر بوجود شعب بلغ عدده ما يقرب من 60 مليون إنسان، وبعد أكثر من قرن بقليل انخفض هذا العدد إلى ما يقرب من 6 ملايين فقط. لم يجلب الوجود الأوروبي معه الحرب والمجاعة فقط، ولكن جلب أيضًا أمراض مثل الجدري الذي أهلك السكان المحليين بكثرة، ولكن ما كشفت عنه الدراسة الحديثة والتي نشرت في مجلة Quarternary Science أن تلك الوفيات التي حدثت على نطاق واسع كانت السبب في "عصر جليدي صغير"، وسنوات كثيرة من البرودة على كوكب الأرض بين القرن السادس عشر ومنتصف القرن التاسع عشر. ووجد باحثون من جامعة كوليدج لندن أنه بعد الانخفاض السريع في عدد السكان، تم التخلي عن مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية التي لم تجد من يزرعها، وبدأت الأشجار والنباتات البريه تتوسع على حساب الأراضي المزروعة وتبدأ في امتصاص المزيد من ثاني أكسيد الكربون وإبقائه محبوسًا في التربة، مما أزال الكثير من الغازات الدفيئة من الجو لدرجة أن متوسط درجة حرارة الكوكب انخفض بنسبة 0.15 درجة مئوية. مات أكثر من 50 مليونًا من السكان الأصليين بحلول عام 1600، وقد كافح الخبراء لفترة طويلة لتحديد عدد من ذُبح من السكان الأصليين في أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية، ويعود ذلك في الغالب إلى عدم وجود بيانات إحصائية أو سجلات لحجم السكان للمساعدة في تحديد عدد الأشخاص الذين كانوا يعيشون في هذه المناطق قبل عام 1492. لتقريب أعداد السكان، يعتمد الباحثون غالبًا على مجموعة من شهادات شهود العيان الأوروبية وسجلات الضرائب التي تم تسجيلها أثناء الحكم الاستعماري، لكن لا يوجد مقياس دقيق - فالأولى تميل إلى المبالغة في تقدير أحجام السكان، لأن المستعمرين الأوائل أرادوا أن يزينوا الأرض بثرواتها للممولين الأوروبيين. والثانية غير مضبوطة، لأنه بدأ بعد أن بدأت الأوبئة تحصد المرضى، ولكن في الدراسة الحديثة استطاع الباحثون معرفة عدد السكان بعد أن قاموا بتقسيم الأمريكتين إلى 119 منطقة، وقاموا بمعرفة عدد كل سكان منطقة على حدة عن طريق ما دونه كولومبوس ليعرفوا العدد الذي قدر بـ 60.5 مليون شخص، وقد قاموا بزراعة 62 مليون هكتار من الأراضي الزراعية. عادة، ينظر الخبراء إلى أن الثورة الصناعية هي الأصل في البرودة في تلك الفترة، ولكن هذه الدراسة تظهر أن الآثار ربما بدأت قبل نحو 250 عامًا من الثورة الصناعية، وقال ألكسندر كوخ ، الباحث الرئيسي في الدراسة، لصحيفة Business Insider: "لقد غيّر البشر المناخ بالفعل قبل بدء حرق الوقود الأحفوري"، ولكنه حذر: "إن انخفاض ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الذي حدث في القرن السابع عشر يمثل فقط نحو ثلاثة أعوام من انبعاثات الوقود الأحفوري اليوم، ولذا علينا أن ننتبه لما نفعله في الكوكب". [more_vid id="qZ9pgeGQHMbIeCmxIh1owg" title="قدامى المحاربين يكشفوا عن إستعباد بريطانيا مليون ونصف من الهنود بالحرب العالمية الأولى" autoplay="1"]