أب مكلوم يروي مأساة توأمه: لم يغادرا المستشفى سوى للذهاب إلى القبر
  • Posted on

أب مكلوم يروي مأساة توأمه: لم يغادرا المستشفى سوى للذهاب إلى القبر

عندما يرزق الإنسان بالذرية، فإن أمنياته تتجمع في أمل وحيد، وهو أن يراهم يكبرون، ليصبحوا أفضل منه في كل شيء، ويتحول هذا الأمل بمرور الوقت، إلى دافع قوي للأبوين ليجتهدا في تربية الأبناء، وبقدر ما يعاني الأبوان عادة في مشوار التربية، يعيشان في سعادة غامرة، كلما كبر أبناؤهما أمامهما. وتنهدم هذه السعادة فورا، ودون إبطاء أو سابق تمهيد، عندما يصاب الابن بمكروه يهدد بقاءه، وتحقيق آمال والديه فيه، ويتحول الأمر إلى مأساة مفجعة، عندما يفقد الأبوان هذا الابن بالموت! [rotana_image_gallery rig_images_ids="684074,684075,684076,684077"] المأساة الحقيقية، وقعت فصولها في حياة "جوناثان فوكس"، الذي لم يكن يدرك أن التدوينات التي سعى لكتابتها منذ علمه بحمل زوجته في توأم، على أمل أن يقرأها الطفلان في الكبر، لن يقرآها أبدا، وأنها ستذكره بمأساته التي يعيشها كل يوم. بدأ "جوناثان"، البالغ من العمر 38 عاما، الكتابة بعد أن أخبرته زوجته "فيكي"، البالغة من العمر 33 عاما، في الأسبوع العاشر من الحمل، أنها تحمل توأما، على أمل أن يقرأ أولاده ما يكتبه عندما يكبرون. وخرج الزوجان في رحلة يوم 27 يوليو 2017، وذهبا إلى حديقة حيوان تشيستر، وكانت الزوجة في الأسبوع الـ24 من الحمل، لتفاجأ بنزيف، نقلت على أثره إلى المستشفى. ونقلت الزوجة في الـ29 من يوليو الماضي، إلى مستشفى مجهز بشكل أفضل، وازدادت آلام الزوجة في وقت مبكر من المساء، فأخذت الممرضة تعطيها تعليمات بشأن التنفس والدفع، وبعد15 دقيقة فقط، وصل الطفل الأول "لوكاس" إلى الحياة وتبعه شقيقه. وقال الأب: "كانا أصغر طفلين رأيتهما في حياتي، كانا يشبهان قطعة اللحم التي أتناولها في العشاء، لدرجة أنني نجحت في تركيب خاتم زواجي حول ذراعيهما، وكانا مصابان بمرض رئوي نادر". وأضاف الأب: "ظل الطفلان في المستشفى حين كان وزنهم 900 غرام، وعدت أنا إلى عملي، في الثالث عشر من أغسطس، بعد أسبوعين من الولادة، هذا اليوم الذي أصيب فيه أليكس بعدوى بالرئة، وقال أحد أطباء المستشفى أنه لا يتوقع بقاءه على قيد الحياة". وتابع: "ذهبت على الفور إلى المستشفى وفي الوقت الذي وصلت إليه فيه فارق أليكس الحياة، وكانت عينا زوجتي حمراوين، وكانت تلك المرة الأولى التي أمسك به فيها، وهي المرة الأولى التي أرى فيها، وجهه دون جهاز تنفس". وأردف: "احتضنّاه معا لفترة طويلة، ولم نكن نرغب في السماح له بالرحيل، وكان الشيء الوحيد الذي جعلني أتركه هو شقيقه لوكاس، فكنت بحاجة إلى احتضانه، فجلست بجواره وأخبرته أن أخاه سيكون معنا دائما". وجاء اليوم الأول من سبتمبر، يوم جنازة أليكس، ارتدت الأسرة بأكملها ملابس زرقاء فاتحة، وحملوا نعشه الصغير إلى مثواه، وعلق الأب على هذا اليوم قائلا: "لم يكن هذا عادلا، لا ينبغي أبدا أن يفعل أب هذا، ابني عاش كل حياته في مربع واحد، من الحاضنة إلى التابوت". وقال الأب: "جاء يوم التاسع عشر من ديسمبر، وكان عليّ أنا وزوجتي أن نتحدث بصراحة، حول ما هو الأفضل بالنسبة لـ(لوكاس)، المريض في الرئة هو الآخر، وليس الأفضل بالنسبة لنا". وأضاف: "حان الوقت لكي لا نكون أنانيين، لم تكن هناك فرصة للتعافي لصبينا، لذا حان الوقت لنتركه يذهب، فليكن في سلام، فليكن مع أخيه، وكان هذا أصعب قرار أتخذه في حياتي". وتابع: "تم نقل لوكاس إلى سرير كبير حتى نتمكن من احتضانه بسهولة أكبر، ثم تم إيقاف تشغيل جهاز التنفس الصناعي، ترك لوكاس لنا ابتسامة صغيرة، ربما كان يعلم أن ألمه انتهى، فأخذ آخر أنفاسه وذهب بعد 18 أسبوعا من فراق شقيقه". وأردف الأب: "من الصعب معرفة ما يجب فعله بعد حدوث مأساة، قد يقول البعض المحاولة مرة أخرى، وقد يقول البعض إنهم لا يستطيعون ذلك، ولكننا قررنا المحاولة مرة أخرى، وكان ذلك في شهر مايو 2018، والذي أخبرتني زوجتي فيه بأنها حامل من جديد". وأضاف: "أصبت بالاكتئاب بعدما أخبرتني زوجتي بحملها، فقد كنت خائفا عليها، فكان من الممكن أن تتكرر المأساة معنا مرة أخرى، وبالفعل أصيبت زوجتي بنزيف بعد يومين فقط، وفقدنا الطفل، والغريب أن كلانا كان لديه شعور بالارتياح، لا أستطيع أن أفكر لماذا شعرنا بالارتياح أكثر من حقيقة أن القلق قد انتهى". [more_vid id="IaerxXfmcNKwiRUIPmAFlw" title="أم تتهم زوجها بقتل طفلتها" autoplay="1"]