"ضغط الدم" مرض العصر الحديث، والذي صنفته منظمة الصحة العالمية من أخطر الأمراض التي قد تصيب الإنسان وتؤدي به إلى الموت البطيء، لذلك سُمي بالقاتل الصامت. ووفقاً للإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية فإن عدد المصابين بارتفاع ضغط الدم في مصر يُقدر بنحو 39.7% في الفئة العمرية من 15 إلى 65 سنة، وهو ما يتسبب في وفاة 7.1 مليون شخص سنوياً بسبب الإصابة بهذا المرض، ولهذا يعد ارتفاع ضغط الدم من أهم الأمراض التي يجب الاهتمام بها وإلقاء الضوء عليها.وعن أهم أسباب ارتفاع ضغط الدم يقول الدكتور محمود خشبك، استشاري أمراض الباطنة، إن من أهم مسببات ارتفاع الضغط خاصة بين النساء، هو مرض السمنة، كذلك اتباع الأساليب المعيشية الخاطئة مثل الإفراط في تناول ملح الطعام والجبن، والإكثار من تناول الوجبات السريعة "الفاست فوود"، وبعض العوامل النفسية مثل التوتر الشديد والشعور بالقلق المستمر.وحذّر استشاري أمراض الباطنة من أن 38% من مرضى الضغط فقط يعلمون بأنهم مصابون، أى أن حوالي ثلث المرضى فقط من يعلمون بالإصابة، وهو ما قد يتسبب لهم في خطورة بالغة. الدكتور سعيد عبد الغفار، استشاري أمراض الباطنة، قسَّم ضغط الدم إلى نوعين، الأول ويسمى ضغط الدم الأولي، وهو الذي يحدث بدون سبب معين، حيث تتراكم عدة عوامل مسببة له، وهو غالباً ما يحدث عند كبار السن فوق الأربعين ونسبته ما بين 80 و90 %، أما النوع الثاني فهو ضغط الدم الثانوي، ويكون هناك مرض معين يكون سبباً في ارتفاع الضغط ويحدث في أي فئة عمرية، خاصة الشباب في العشرينيات والثلاثينيات من العمر ونسبته تتراوح بين 10 و20%.وينصح "عبد الغفار" مرضى الضغط المرتفع بتناول الفاصوليا البيضاء، والزبادي خالي الدسم، والسمك البلطي، وفواكه الخوخ والكيوي والموز، والبروكلي والبطاطا.وبحسب الدراسة التي نشرت في مجلة British Journal of General Practice، فإن قيام الأطباء بقياس ضغط الدم عند المريض يُعطي قراءة خاطئة حيث تكون مرتفعة بمقدار 7 مللمتر زئبقي في الضغط الانقباضي، و4 مللمتر زئبقي في الضغط الانبساطي، وهو ما قد يكفي للمباشرة بعلاجات دوائية غير ضرورية، وإلى تشخيص "ارتفاع الضغط الشرياني" عند المريض بشكل خاطئ.ويفسر العلماء هذه الظاهرة بما يطلقون عليه اسم "أثر المعطف الأبيض"، كناية عن معطف الطبيب، وهي ظاهرة تنتج عن القلق الذي يسببه قيام الطبيب بفحص المريض، وبالتالي يرتفع ضغط الدم أثناء عملية القياس، مما يعطي قراءة مرتفعة تختلف عن تلك التي تظهر عندما تقوم بها الممرضات أو المريض ذاته في البيت.