كيف يسعى ريال مدريد لاحتلال ألمانيا كروياً؟
اخترعت إنجلترا رياضة كرة القدم، ووضعت قواعدها، وتوّجت البرازيل بكأس العالم خمس مرات، وتعيش الأرجنتين على شغف المدرجات، ولكن لا توجد دولة في العالم تضم عدداً من اللاعبين أكثر من ألمانيا.ويبلغ عدد الأشخاص الذين يمارسون كرة القدم في آلاف الأندية المنتشرة بألمانيا ما يقرب من ستة ملايين ونصف مليون نسمة، حيث لا تتوقف ملاعب فرق البوندسليجا عن الامتلاء أسبوعاً تلو الآخر.هذا الأمر قد يعد شيئاً جذاباً للغاية بالنسبة لناد مثل ريال مدريد الإسباني، ولم يتمكّن أحد من رؤية الفرصة أكثر من ستيفان كوفال، وهو مدرب مغمور بقطاعات الناشئين أقنع النادي الملكي بدعم مفهومه عن مدارس كرة القدم.يقول كوفال (46 عاماً) بفخر لـوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ): "لقد استولينا على ألمانيا، قصتنا تتعلق فقط بالنجاح". ما هي القصة؟ وأين النجاح؟ حسناً. يكفي القول بأن كوفال نظم 150 منتدى في كل أنحاء البلاد لأطفال تتراوح أعمارهم بين سبعة و14 عاماً الذين جذبهم اسم ريال مدريد، حيث سجلوا في دورات مدتها خمسة أيام نظمها المدرب الألماني حول التغذية وأخلاق وقيم كرة القدم.ويضيف المدرب الذي يتباهى بعلاقته مع المدير العام لريال مدريد خوسيه أنخل سانشيز: "أقمنا معسكراً في كل 50 كيلومتراً، برشلونة ليس أمامه أي خيار، ألمانيا أصبحت ملكية".ويتمتع ريال مدريد بأفضلية عدم وجود منافسين محليين، حيث يقيم بايرن ميونيخ أحياناً مثل هذه المنتديات، ولكنه يجد بصعوبة مهتمين بهذا الأمر في شمال البلاد، فيما يحدث نفس الأمر مع فيردر بريمين في بافاريا".بخلاف هذا، فإن النادي الإسباني وضع صورة لاعبه توني كروس، بطل العالم في النسخة الأخيرة من المونديال، خلف المشروع.وارتكازاً على نجاح الفكرة في ألمانيا، فإن كوفال يعتزم القيام بتصدير مفهومها قريباً لدول أخرى في أوروبا مثل النمسا وسويسرا وليشتنشتاين ولوكسمبورج وبلجيكا وهولندا.ويرى المدرب أن النفع الذي سيعود على مؤسسة ريال مدريد من هذا الأمر سيكون كبيراً في المستقبل، مع العلم بأنه والعاملين بالشركة التي يديرها بصحبة زوجته نيكول يحصلون على راتب من النادي الملكي.يقول كوفال: "نحن أحد أشكال وطرق زيادة الجماهيرية وأيضاً مصدر للربح، المشروعات الموجودة في هندوراس على سبيل المثال لن تدر أرباحاً مادية، ولكنها تمول جزئياً عن طريق ما نولده نحن من مكاسب، ولكننا نرغب أيضاً في تصدير مجموعة من القيم".ويعد كوفال في الوقت الحالي ضيفاً دائماً على ملعب سانتياجو برنابيو بزي ريال مدريد بعد أن تحطم حلمه بأن يصبح يوماً ما مدرباً بالدوري الألماني، خاصة وأن الفريق الذي كان يدربه العام الماضي يلعب في دوري الدرجة الخامسة.وبخصوص القيم التي يرغب في أن يقدمها مشروعه يقول: "الأطفال لم يعد لديها مفهوم واضح عن الانضباط، هذا أمر يمكن مشاهدته في النوادي، وتجد أحياناً شباباً أعمارهم 15 عاماً لديهم المئات من العروض ويعتقدون هكذا أنهم نجحوا، ولكنهم في الحقيقة لم يحققوا أي شيء، ويتصرفون مثل ملكات الجمال وهذا غير مقبول".وتابع كوفال: "اسم ريال مدريد يمنحنا مدخلاً لهؤلاء الأطفال، حينما نصل يفكرون مثلاً في أنشيلوتي، ونستغل هذا الخيال لتوجيه رسالة حول ضرورة الانضباط والاحترام والحفاظ على العادات الغذائية السليمة، ولكن لا يمكن أن يتعلق الأمر فقط بالتعليم والكلام، هذا سيصيبهم بالملل، الأطفال يرغبون في لعب كرة القدم والمنافسة، وهذا ما يحدث بالفعل ونحرص على تحقيقه".ويحصل أفضل المشاركين في هذه الدورات على جوائز، حيث يسافر بعضهم لزيارة أكاديمية النادي الملكي، ولكن ليس من أجل الحصول على العقود أو استغلال المواهب الشابة، حيث يؤكد كوفال أن أعمال اكتشاف المواهب ليست من اختصاصه، فضلاً عن أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يراقب من بعيد كل ما يتعلق بالصغار وكرة القدم.