ربما يكون السيرك المصري هو الأقدم عربياً. إذ يعود تاريخه إلى أكثر من 150 عاماً. وقد ارتبط السيرك المصري بالعديد من الأحداث الفنية المصرية، والمشاهير، أمثال الفنانة نعيمة عاكف. وهي توفيّت داخل السيرك. سنعرّفكم في هذا المقال، إلى سيرة "القرد شارلي". وهو أشهر قرود السيرك المصري خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين. كانت الصحافة المصرية، تتعامل مع "شارلي"، كأنه أحد مشاهير الفن المصري". وفي افتتاحية إحدى الصحف، قيل: "عاد شارلي من رياضته اليومية إلى غرفته الخاصة. وقف في الردهة مُعجباً ببذلته الرسمية وقبعته العالية وعصاه، ليتناول عشائه ويأخذ قسطه من الراحة كالمعتاد". حنطور مُخصص لشارلي! كان شارلي أهم قرد في سيرك مصري يُدعى "سيرك بيومي" عام 1941. لذلك، كانت كل سُبل الراحة متوفرة له. لدرجة أنه تم تخصيص وسيلة مواصلات خاصة له، وكانت عبارة عن حنطور. ويرتبط الحنطور بالثقافة المصرية، فهو كان وسيلة المواصلات الأبرز لدى المصريين قبل أكثر من نصف قرن. وكما تُبيّن الصور، كان شارلي يأخذ مركز القيادة على الحنطور. بينما في الخلفية، يجلس كلبان هم من زملائه في السيرك! تاب عن المُسكرات واستبدلها بالشاي عانى القرد شارلي في فترةٍ من حياته من إدمان الكحوليات. لكنه تمكن بفضل مساعدة الأطباء من الابتعاد عن المُسكرات، واستبدلها بشرب الشاي. فكان عمال السيرك يملأون له الزجاجة الخاصة به بالشاي. ويقوم هو بصبّه في كوبه المُفضل، في الوقت الذي يحبه. يتدرّب على الرماية على ما يبدو، كان شارلي يملك قدرات عديدة. فبعض الصور وثقت تدريبه على الرماية. فيظهر وهو يحمل بندقية رماية ويقوم بالتصويب! وفي الصور، يرتدي شارلي زياً عسكرياً. وربما كان من أوائل القرود في العالم، الذي يتم تدريبه على الرماية بهذا الشكل. سرير وغطاء مخصصين له وحده على الرّغم من أنه لم يكن الحيوان الوحيد في سيرك "بيومي". إلا أنه كان الوحيد الذي يمتلك غرفةً خاصة. وهي مزوّدة بسريرٍ مصنوع من الحديد، ومفروش بأغطيةٍ نظيفة مصنوعة من القطن، بالإضافة إلى غطاء ووسادة لمزيدٍ من الراحة. يذكر أن تاريخ السيرك المصري يعود إلى آلاف السنين، إلى زمن الفراعنة. لكنه بدأ يأخذ شكله المعروف قبل نحو 150 عاماً. وكانت من بين أبرز عروض السيرك القديمة، التي تُقام في حديقة الأزبكية نهاية القرن الـ19، بالقرب من وسط القاهرة. كيف ولماذا نحلم؟ [vod_video id="4bv73f8MwCyN3Wvmfjz53A" autoplay="1"]