كشفت دراسة حديثة عن ارتفاع نسبة العنوسة في المملكة العام الجاري 2015 إلى 4 ملايين فتاة، مقارنةً بقرابة الـ1.5 مليون فتاة في العام 2010، مؤكدة ارتفاع تكاليف تأجير قاعات الأفراح من أسباب زيادة نسبة العنوسة، حيث تتراوح أسعارها بين 50 و 90 ألف ريال.وأرجع عدد من الاختصاصيين الاجتماعيين هذه النسبة المرتفعة إلى عدة مسببات رئيسية، تتمثل في غلاء المهور، وتكاليف الزواج الباهظة، وتزويج بعض الآباء بناتهم رغبةً في المال، وارتفاع نسب البطالة بين الشباب خلال السنوات الأخيرة، فضلاً عن أزمة السكن وغياب الدور الاجتماعي للمؤسسات الاجتماعية والخيرية.ودعوا رجال الأعمال والجمعيات الخيرية لتحمل مسؤوليتهم الاجتماعية، والمبادرة ببناء قاعات أفراح وتأجيرها للشباب المقبلين على الزواج بمبالغ رمزية، لمواجهة هذه المعضلة مشيرين إلى ضرورة تبني إمارات المناطق حلولاً ومبادرات، تعين على تسهيل الزواج أمام الشباب، للمساهمة في إصلاحهم وعدم تركهم فريسة لمسالك قد تؤدي لانحرافهم.من جهة أخرى، تعكف جهات اجتماعية في المملكة على دراسة حلول مقترحة للتصدي لمشكلة العنوسة وتعديل الاتجاهات السلبية التي أصابت الشباب، ويشير خبراء إلى أن انخفاض العوائد والدخول بفعل خفض الموازنة السعودية الناتج عن انخفاض أسعار النفط عالميا ربما يلجم الظاهرة نسبيا ويقلص نسب الطلاق.ويشير خبراء إلى أن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي أصابت المجتمع السعودي بفعل الوفرة المالية النفطية متهمة بإفساد المجتمع السعودي، ويأتي في المرتبة الثانية التأثر بالعادات الغربية بسبب سفر نسب كبيرة من الشباب للتعلم في بلدان غربية خصوصا الولايات المتحدة وعودتهم محملين بموروث ثقافي مختلف.واستنادا إلى إحصاءات وزارة الخدمة الاجتماعية، فإن نسب العنوسة في المملكة تقاس بتجاوز الفتيات سن الثلاثين، وأنها تجاوزت النسب الطبيعية، ويجب معالجتها.وسجلت دراسة لوحدة الأبحاث في مركز الدراسات الجامعية ارتفاعا في معدل الطلاق في السعودية من 25% إلى أكثر من 60% خلال السنوات العشرين الماضية.