تربية الأحفاد بين حزم الآباء وتدليل الأجداد..صراع لا ينتهي
  • Posted on

تربية الأحفاد بين حزم الآباء وتدليل الأجداد..صراع لا ينتهي

للجَد والجدة مكانة خاصة في حياة الأبناء, فهما الملاذ والملجأ الحاني إذا ما قسا عليهم الآباء, ولكن قد يكون تدخل الجد والجدة في تربية الطفل مصدراً لإزعاج الوالدين نظراً لتدليلهما الزائد للحفيد, ورغبتهما الدائمة في التجاوز عن أخطائه.فإلى أي مدى يؤثر تدخل الأجداد في تربية الطفل على تنشئته, وهل من سبيل لتوافق بين حزم الآباء وعطف الأجداد؟ هذا ما نسعى للإجابة عنه في سياق السطور التالية ولكن لنستعرض في البداية بعض التجارب الحياتية. تشكو أمل "30 عاماً" وأم لطفلين، من تدليل جد أولادها المفرط لهم, حيث يسعى لتلبية كل مطالبهم وإذا ما أخطأوا وحاولت عقابهم يكون هو أول المبادرين بالدفاع عنهم لحمايتهم من العقاب, مضيفة أن هذا الأمر يتسبب لها في ضيق شديد؛ وبالرغم من ذلك تستحي من مطالبة الجد بعدم التدخل في تربية الطفل؛ خشية أن يغضبه هذا الأمر. أما عن رأي الأحفاد فيبرر أحمد سامح "8 سنوات" حبه الشديد لجده وجدته بأنهما الأحرص على رضاه, ولم يسعَ أحدهما يوماً لإغضابه, كما أنهما لم ينشغلا عنه بالذهاب للعمل؛ فيتحدث معهما دون أن يملا منه, وكلما طلب منهما أمراً سعيا لتلبيته في الحال. ويضيف أنه لم يشك في حب والديه الشديد له ولكن يشعر أن جده وجدته يحبانه أكثر؛ لذلك يؤكد أن أمتع أوقاته هي ما يقضيها معهما. في هذا السياق يقول الدكتور أحمد عبدالله، أستاذ الصحة النفسية -جامعة القاهرة "إن الارتباط الشديد بين الأجداد والأحفاد هو أمر تحكمه عاطفة فطرية, فكل منهما يلبي للآخر احتياجه من الحب والحنان اللذين يمثلان أهم متطلبات هاتين المرحلتين العمريتين". مؤكدًا أن تدخل الأجداد في تربية الأبناء قد يحدث نوعاً من التضارب في تربية الطفل؛ نظرا لاختلاف أسلوب التربية بين الآباء وبين الأجداد, حيث إن الأجداد في الغالب يكونون أكثر جنوحاً للتساهل مع أخطاء الطفل، وهو ما يرفضه الآباء وقد يتسبب ذلك في مشكلات عائلية بين الآباء والأجداد.مشيراً إلى أن هذا التضارب في تربية الأحفاد بين الآباء والأجداد في الماضي غير ملاحظ؛ نظراً لطبيعة العلاقة المختلفة حيث كان الآباء والأجداد يجمعهم بيت واحد ويعيشون جميعاً تحت مظلة الجد والجدة، وكان أسلوب التربية يتميز بقدر من التوازن بين التدليل والحزم.لافتاً إلى أن التغييرات التي طرأت على المجتمعات العربية والتي من أبرزها استقلال العائلة الصغيرة "الزوجين الشابين" عن بيت العائلة, قد أوجدت علاقة من نوع آخر بين الأجداد والأحفاد أكثر ميلاً للتدليل؛ نظراً لبعد المسافات بينهم. وأضاف أن حماية الطفل من التضارب في أسلوب تربيته بين الآباء والأجداد يتطلب خلق مناخ من التفاهم بين الطرفين حول أسلوب موحّد في التعامل، معتبراً أن هذا الأمر يحتاج إلى قدر كبير من الوعي من الآباء والأجداد على حد سواء من أجل مصلحة الطفل. 



Latest News