الدراما التركية والهندية غزو فكري أم نجاح؟
  • Posted on

الدراما التركية والهندية غزو فكري أم نجاح؟

أصبحت المسلسلات التركية والهندية المدبلجة في الفترة الأخيرة تحظى بنسب مشاهدة عالية، حيث يعتبرها البعض وجبة دسمة ومغايرة تماماً للأعمال المحلية من حيث الشكل والمضمون والمحتوى، وهو ما يطرح سؤالاً مهماً عن سر الإقبال الكبير على مشاهدة هذه المسلسلات؟!.يجيب الدكتور عبد المنعم شحاتة، أستاذ علم النفس، على هذا السؤال قائلاً : "لدينا جميعًا حنين وحب للرومانسية بشكل عام، وهي السمة الأساسية التي تتمتع بها هذه النوعية من المسلسلات، فضلاً عن تميزها بالمناظر الراقية الهادئة، التي أصبحنا نفتقد لوجودها حالياً، في ظل الزحام والعشوائية التي نعاني منها مؤخراً، وهو الأمر الذي يفسر سر الأقبال الشديد على هذه المسلسلات، التي تعد راحة للأعصاب، بعيداً عن الانفعالات المبالغ فيها، في بعض المسلسلات المصرية والعربية".يضيف "شحاتة": "هناك من يتهم هذه الأعمال بالتأثير على النساء، خاصةً المتزوجات، لكن في واقع الأمر نساء مصر يتمتعن بقدر عالٍ من الإدراك والوعي، ولا يمكن أن يكن بهذه السطحية، فهن يعلمن في النهاية أنهن أمام عمل فني ترفيهي، قد يُبهرهن لبعض الوقت، لكنه لا يؤثر بشكل أو بآخر على علاقاتهن الاجتماعية مع أزواجهم".فيما يرى طارق الشناوي، الناقد الفني، أن المسلسلات الهندية أصبحت مؤخراً منافساً قوياً للمسلسلات التركية، حيث تعرض كثير من الفضائيات العربية أكثر من مسلسل هندي حالياً في ظل قلة الأعمال المصرية الجيدة المعروضة، وهو ما يكشف تغيّر المزاج النفسي للمشاهد المصري والعربي، فضلا عن أن مثل هذه النوعية من المسلسلات تتسم بالتكلفة المادية المرتفعة، حيث تعتمد على عنصر الإبهار بما يلقى قبولاً لدى جمهور المشاهدين.ويضيف "الشناوي" أن الأعمال الهندية ليست بجديدة على المشاهد المصري، فالأفلام الهندية في فترة الثمانينيات كانت الأقوى في التليفزيون المصري، وارتبط بها المشاهدون بشكل كبير، بل كانت هناك بعض السينمات تقوم بعرض الأفلام الهندية فقط، وبشكل عام فالانفتاح على العالم من خلال الأعمال الفنية المحترمة أيًا كان نوعها يُعد من أهم وسائل التثقيف.كما انتقدت نجلاء سمير، خبيرة العلاقات الأسرية، المسلسلات التركية والهندية والمكسيكية، قائلة: "على الرغم من طول حلقات مثل هذه النوعية من المسلسلات والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى 150 حلقة، فإن الجمهور يحرص على متابعتها بشغف وحرص، على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة التي تحيط به، حتى أصبحت أحداث هذه الحلقات مادة خصبة للحديث اليومي بينهم، بل أصبح البعض يتفنن في التنبؤ بما ستحمله الحلقات القادمة من أحداث، وهو ما يُحوّل بعض المشاهدين للعيش في عالم افتراضي غير موجود، بعيداً كل البعد عن الواقع المرير الذي نعيشه، ما يجعلهم يعيشون في عزلة مرضية تجعلهم بمنأى عن المشاركة الفعالة في الحياة".وتوضح "سمير" أن أغلب هذه المسلسلات تصدر لنا العديد من السلوكيات غير المرغوب فيها، فبعضها يركز على العلاقات غير المشروعة المشوهة، وهو ماقد يؤدي إلى التفكك الأسري، خاصة أن تلك السلوكيات لا تمت بصلة لتقاليدنا وعاداتنا وقيمنا وثقافتنا الاجتماعية. 



Latest News