​آلاف الإماراتيين يجتمعون بالصحراء بحثاً عن أفضل بلح وليمون ومانجو
  • تاريخ النشر

​آلاف الإماراتيين يجتمعون بالصحراء بحثاً عن أفضل بلح وليمون ومانجو

آلاف الإماراتيين والعرب والأسيويين اجتمعوا في صحراء إمارة أبوظبي، للتعبير عن اهتمامهم بزراعة النخيل وإنتاج البلح والرطب من أجود الأصناف.مزارعون وسائحون ومقيمون بالإمارات وخليجيون جمعهم مهرجان "ليوا للرطب" الذي يوصف بأنه أكبر مهرجان في العالم للبلح.وللعام الحادي عشر يقام المهرجان الذي يعرض مختلف أصناف البلح، ويؤرخ لزراعة النخيل، ويتضمن جلسات عملية لتبادل الخبرات لتطوير هذه الزراعة وحماية النخلة.ولا يقتصر اهتمام المهرجان على البلح والرطب، بل يمتد نشاطه لزراعات أخرى مثل المانجو، والليمون، وينظم للمزارعين مسابقات للتنافس في عرض إنتاجهم المتميز من هذه المنتجات الزراعية.ومن بين تلك المسابقات، منافسات لـ"ملكة الجمال" أو "المزاينة" وهي منافسات لأفضل انتاج من البلح والليمون والمانجو، ويحصل الفائزون على جوائز تقدر بالاف الدولارات.وينظم مهرجان ليوا للرطب، لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في إمارة أبوظبي، ويقام في أشهر الصيف من كل عام.وقال مدير المهرجان عبيد خلفان المزروعي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في أبوظبي أن المهرجان حقق رؤية القائمين عليه في جعله مصدرا لجذب الزوار ومنصة تحفيز اقتصادي وصناعي وإحياء للتراث وتقاليده العريقة من خلال الأنشطة والبرامج العديدة ومن بينها مجموعة متميزة من المسابقات بلغ عددها 220 مسابقة تقدم جوائز مجموعها 6 ملايين درهم إماراتي (نحو 1.7 مليون دولار)، وسط حضور آلاف الزوار.وأضاف: شهدت الدورة الحادية عشرة من المهرجان مئات المشاركات بمسابقاتها المتنوعة في الرطب فئات الدباس والخلاص والخنيزي وبومعان والفرض والنخبة و في مسابقة أجمل مجسم تراثي ومسابقة المانجو والليمون ومسابقة المزرعة النموذجية ومسابقة "سلة فواكه الدار" ومسابقة أطول نخلة، وهو ما يعكس اهتمام أهل الإمارات بالمهرجان.وتابع "يهدف المهرجان إلى الحفاظ الموروث الثقافي والاجتماعي وصناعات الأجداد المرتبطة بالشجرة المباركة والتي قدمها المشاركون للجيل الشاب لضمان استمرارية هذا التراث العريق".وأضاف: قدر حجم المشاركات اليومية بأكثر من سبعة أطنان من البلح، حيث يتنافس المزارعون في عرض إنتاجهم من الرطب، ويفوز من يملك نخيل ينتج كميات كبيرة من البلح، وفي بعض أيام المهرجان بلغ وزن أكبر عذج (سباطة) أكثر من 100 كيلو جرام.وفاز الإماراتي جابر المرر في مسابقة ملكة جمال الرطب لفئة النخبة، فيما ذهب المركز الأول في فئة النخبة التشجيعي الى محمد المنصوري، وحصلت مزرعة سعيد المزروعي على جائزة المزرعة النموذجية.وأشار المرزوعي الى أن المهرجان استقبل عدة وفود أجنبية حرصت على التواجد في موقع الحدث للتعرف على تراث الإمارات وفنون الصحراء وطرق زراعة النخيل وغيرها من زراعات الصحراء.ولفت إلى أنّ المهرجان حفز المزارعين لتنمية زراعة النخيل، والارتقاء بأصناف تمور الإمارات وتحقيق التميز والمنافسة محلياً ودولياً وتشجيعهم على الاهتمام بجودة إنتاج الرطب ، وتوعيتهم إلى طرق الزراعة الحديثة والعناية بأشجار النخيل وترسيخ الحدث كمناسبة سنوية لتبادل الخبرات الفنية بين المزارعين، ورغم حرارة الصيف إلاّ أن مهرجان ليوا للرطب تحول إلى تجمع متزايد من الزائرين والسياح.وتابع: ساهم المهرجان في إنعاش الحياة الاقتصادية بمختلف الأنشطة والقطاعات المتنوعة في المنطقة، سواء المرتبطة بصناعة النخيل والرطب بشكل مباشر أو الأنشطة الأخرى غير المباشرة، حيث أكد عدد كبير من التجار أن معظم الأنشطة الاقتصادية في المنطقة شهدت نمواً في مبيعاتها تفاوتت في درجتها من قطاع إلى آخر، خصوصاً القطاع السياحي الذي سجل نسبة إشغالات فندقية عالية.ويولي المهرجان اهتماماً كبيراً بالجانب التراثي، إذ يعرض مشغولات تراثية متنوعة لعدد من الإماراتيات اللواتي يطوعن الخامات المحلية لإنتاج قطع تراثية يدوية تعكس تمسك أبناء وبنات الإمارات بتراثهم.ومن بين تلك المنتجات سلال التمور وأطقم القهوة الإماراتية وأطقم العود والبخور المصنوع بأيدي إماراتيات تم تدريبهن على تصنيع هذه المنتجات واحترفن صناعى منتجات من النباتات والأشجار الطبيعية والخامات المحلية.ويعود عائد بيع تلك المنتجات الى الأسر الإماراتية محدودة الدخل، ويوفر لها مصدر دخل ثابت لتحسين مستوى معيشتها.وتقول ناعمة المنصوري مديرة مشروع المنتجات التراثية في المهرجان "يقدم المهرجان منتجات صنعت بأنامل سيدات وحرفيات اماراتيات من بينها منتجات من النخيل، بشكل متطور وبأسلوب عصري لمواكبة متطلبات العصر".وأكملت: من أهم أهداف المشاركة في هذا الحدث استقطاب شريحة أكبر من سيدات المنطقة للانضمام للمشروع خاصة السيدات الحرفيات وعرض منتجاتهن على الشركات والجمهور لافتة إلى أن عدد السيدات المشاركات في هذه الدورة بلغ 252 سيدة.من جانبه، قال عبدالله القبيسي مدير المشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي أن اللجنة المنظمة لمهرجان ليوا للرطب رصدت جوائز نقدية تشجيعية للمزارعين المشاركين في مسابقة أجمل بلح ورطب، من فئات (الخلاص والخلاص التشجيعي)، حيث خصصت للمركز الاول في فئة الخلاص جائزة نقدية قيمتها 125 الف درهم (الدولار يعادل 3.67 درهم)، وللمركز الثاني 100 الف درهم، وللثالث 75 الف درهم ، الرابع 40 الف درهم، أما في فئة الخلاص التشجيعي فقد خصصت 70 الف درهم للفائز بالمركز الأول، و 40 الف درهم للمركز الثاني، و 30 الف درهم للمركز الثالث.وعرض المهرجان أصنافاً غير تقليدية من البلح، منها حبة رطب تحمل اللونين الأحمر والأصفر، وهي المرة الأولى التي يظهر فيها هذا النوع من البلح.وتنافس على جوائز المهرجان نوع من البلح الضخم يحمل اسم العنبرة، وفاز هذا البلح بجائزة أكبر حبة رطب، حيث يبلغ متوسط طول الثمرة من هذا الصنف نحو 5 سنتمترات.ويقول المشارك عبدالحميد المرزوقي المشرف على إنتاج هذا النوع الضخم من البلح، أن الحجم الكبير والمتميز لهذا البلح يعود إلى إتباع برنامج ري مناسب وتوفير بيئة زراعية صحية خالية من الآفات بالإضافة إلى الانتظام في الخدمات الزراعية من ري وتسميد في المواعيد المحددة مؤكداً أن جميع الأسمدة المستخدمة أسمدة عضوية يتم تصنيعها من المخلفات الزراعية ومخلفات المطاعم وتخلط بنسب محددة.وأفاد المرزوقي أنه يتم استخدام جهاز جديد لكشف آفات سوسة النخيل بالبصمة الوراثية، وهذا الجهاز فريد وحصل على براءة اختراع .وتابع: تم توظيف التكنولوجيا الحديثة باستيراد جهاز مصيدة للحشرات من كوريا واستخدامه في مكافحة آفات النخيل وهو يعمل بالطاقة الشمسية.