هؤلاء تحدّوا الإعاقة ونظرة المجتمع وكوّنوا أسر سعيدة
لم تقتصر قدرة المعاقين على التحدي عند حدود انجاز البطولات وحصد الجوائز في العديد من المجالات العلمية والمعرفية فقط , وإنما استطاع الكثير منهم أن يتكيفوا مع الإعاقة و يتزوجوا ويقيموا أسراً تغمرها السعادة متمردين على نظرات الشفقة التي تحيط بهمونستعرض في السطور التالية العديد من التجارب الناجحة من زواج المعاقين وعلى صعيد آخر نستعرض بعض المشكلات التي قد يتعرض لها بعضهم عند الإقبال على الزواج : في البداية يروي محمد هادي "50 عاماً " أنه متزوج منذ أكثر من 20 سنة من سيدة معاقة " حركياً مشيراً إلى أنه لم يلتفت إلى نصائح الأهل والأقارب بعدم الزواج منها لكونها معاقة ولن تستطيع الوفاء بمتطلباته ومتطلبات الأسرة ، مؤكداً أنه تحدى الجميع وتزوج منها نظراً لما وجده فيها من مواصفات مثالية لم يجدها فى غيرها من الفتيات في ذلك الوقت من ثقافة وتدين وإصرار , وأنه مرّ على زواجهما 20 عاماً مليئة بالتفاهم والسعادة ،وأنجبا ثلاثة من الأبناء تزوجوا الآن وكل منهم أنجب أحفاداً زادوا الحياة بهجة وسعادة .أما حسن " كفيف " فيقول إن إعاقته لم تحرمه يوماً من حلم الزواج وأنه حرص في البداية على استكمال دراسته في كلية الآداب والحصول على وظيفة فى إحدى المؤسسات الكبرى وتمكّن من التدرج الوظيفي خلالها حتى وصل إلى مكانة متميزة ,مؤكداً أنه من بعدها فكر في الزواج وتقدم لأكثر من فتاة وكانت منهن من رفضته لأنه كفيف إلى أن جمعه القدر بفتاة في مجال العمل ربطت بينهما مشاعر الحب وتزوجها ولديهم الآن طفلين . وبجانب التجارب الناحجة هناك مشكلات قد يصادفها المعاقون عند الإقبال على الزواج تكسبهم مشاعر الإحباط والحزن ,حيث يقول محمد "40 عاماً" كلما تقدمت لفتاة إما أن أجد الرفض منها أو من أهلها مشيراً إلى قصة حب جمعته بفتاة في مجال العمل وبالرغم من قبولها الزواج منه , إلا أن أهلها رفضوه لكونه معاق ,مؤكداً أن هذا الأمر كان سبباً في مروره بحالة من الإحباط لم يسبق أن مرّ بها من قبل . في هذا الاطار تقول الدكتور إيمان القفاص" الناشطة الحقوقية وأستاذ تكافؤ الفرص" :إن نظرة المجتمع تمثل عاملاً شديد التأثير على نفسية المعاق والذى يكون أكثر حساسية من غيره ,مضيفة إلى أن كثيراً من المعاقين تحدو نظرة المجتمع كما تحدوا الإعاقة ذاتها واستطاعوا تحقيق نجاحات متعددة في العديد من المجالات بما فيها مجال الأسرة ,مشيرة إلى أن هناك تجارب زوجية عديدة ناجحة كان أحد طرفيها معاقاً أو كلى الطرفين معاقين .وأشارت " القفاص " إلى أن أهم مقومات نجاح هذه التجارب يرجع إلى اعتمادها على العقل والإحترام المتبادل والثقة في الآخر , وهو ما لا يتوفر في العديد من الزيجات الأخرى ويتسبب في فشلها.مشددة على ضرورة أن يتخلص المجتمع من النظرة السلبية تجاة المعاق خاصة فيما يتعلق بالزواج.