مسجد العتيق بالجزائر تحفة معمارية
  • تاريخ النشر

مسجد العتيق بالجزائر تحفة معمارية

مسجد العتيق أو مسجد الجامع جميعها مسميات للمسجد الكبير في الجزائر، الذي يعد من أقدم المساجد وواحد من الآثار المتبقية من العمارة المرابطية.ولم يقتصر دور الجامع الكبير على العبادة فقط بل كان له دور حضاري كبير حيث تخرّج فيه علماءٌ وفقهاء وأئمة أمثال الشيخ بابا عمر رحمه الله الذي كان مفتياً ضليعاً، والشيخ عمر شوتري و الشيخ شارف والشيخ مصطفى بن يلس وغيرهم.تأسّس هذا المسجد عام 1097م في فترة حكم سلالة المرابطين على يد مؤسس الدولة يوسف بن تاشفين، ويقال أنه بُني على أنقاض كاتدرائية مسيحية تعود إلى العهد الروماني.وتم اكتشاف هذا الأثر التاريخي في المسجد الكبير بالعاصمة بعد 90 سنة من الغزو الفرنسي للجزائر.يقع الجامع الكبير في منطقة القصبة التاريخية بالقرب من الميناء " نهج البحرية سابقاً" , ليطل بذلك على مدخل المدينة وعلى هذا الميناء.ويتميز المسجد بضخامته العمرانية، له مدخلان رئيسيان أحدهما مفتوح مباشرة على فناء المسجد و الآخر بمحاذاته إضافة إلى بابين آخرين يخترقان جدار القبلة أحدهما على اليمين ويمثل مدخل قاعة الصلاة والآخر يمثل مدخلاً إلى مقصورة الإمام.وكان لهذا المسجد يوم تأسيسه 6 أبواب رئيسية من الخشب الرفيع، أربعة منها بشماله الغربي واثنان بشماله الشرقي عليها طاق من الرخام الأبيض.أما فناء الجامع الكبير فهو مستطيل وفيه قبتان تظلان ميضاءتين للوضوء إحداهما عن يمين باب "النافورة " والثانية عن الشمال.وفي واجهة المسجد يمتد رواق من الأعمدة الرخامية ذات تيجان مزينة بزخارف نباتية والتي جلبت من مسجد "السيدة" الذي هدمته الإدارة الفرنسية سنة 1832، تنتهي الأعمدة الرخامية باقواس متعددة الفصوص زين اعلاها بشرفات مسننة الشكل.أما المحراب فهو خالي من العناصر الزخرفية ولايضم سوى العمودين الصغيرين اللولبيين على جانبيه، واللذين يميزان عمارة الجزائر في القرن الثامن عشر، ويعلو المئذنة ثلاث كرات من النحاس ذات أحجام متناقصة يخترقها رمح مركزي.ولعلّ وقوع الجامع على الواجهة البحرية جعله عرضة للقذف، وإسقاط الجزء الأكبر منه وتقليص مساحته، وتعرض صومعته للهدم.