يصرخ آلاف الشباب أمام شرط الكفيل الحكومي الذي يضعه بنك التسليف والادخار مطلباً رئيسياً لمنح القروض، خاصة "قروض الزواج"، ويمثل الشرط الذي ينص على "كفالة شخصية من موظف حكومي يغطي ثلث راتبه قيمة القسط الشهري للقرض أو من موظف في إحدى الشركات التي تسهم الدولة فيها بأكثر من 50 في المئة من رأس المال" عقبة قوية بوجه كل راغب في الاقتراض بسبب صعوبة إقناع الموظفين الحكوميين حتى المقربين منهم بالأمر خوفاً من الكفالة التي قد توقع البعض في مشكلات من الممكن أن يصل بعضها حد الإيقاف أو السجن!يؤكد إبراهيم الحنشيل المدير العام للبنك السعودي للتسليف والادخار أن عدد المستفيدين تضاعف 200 في المئة بعد تعديل لائحة القروض الاجتماعية الذي تم العام الماضي إلا أن آلاف الشباب يؤكدون عدم قدرتهم على الاقتراض بسبب صعوبة توفير الكفيل الحكومي، قائلاً: "هناك نظام في الدولة لحماية المواطن، بحيث لا يقتطع من راتبه أكثر من الثلث، القاعدة هي أن الكفيل موجب لموظفي الشركات الخاصة لأصحاب الأقساط البسيطة".ويضيف الحنشيل: "بحسب أنظمة بنك التسليف فإنه إذا كان الشاب المقترض موظفاً حكومياً فإن شرط الكفيل الحكومي يسقط، ولكن في حالة موظفي القطاع الخاص فهذا الشرط رئيسي ولذلك ولأن غالبية الشباب ينتمون إلى القطاع الخاص وليس الحكومي فما زال الشرط مؤرقاً بالنسبة إليهم".وعن أسباب ضرورة توفير الكفيل الحكومي، أكدت مصادر من "بنك التسليف والادخار" أنه لضمان حق البنك في القسط الشهري المفترض بحال لم يسدده المقترض، حيث يتم استقطاعه من الكفيل مباشرة، بينما ومن خلال استفتاء أجرته "روتانا" عن أسباب ضرورة توفير الكفيل الحكومي من وجهة نظر الشباب السعوديين فكانت غالبية المشاركات ضد هذا الشرط باعتباره مجحفاً، حيث سخر القانوني أحمد بن ناقي قائلاً: "بنك التسليف يعتمد نظرية "أجيبه يعني أجيبه" فيما يخص قروض الزواج، يعني إذا لم يسدد المقترض فالبنك يستقطع كامل مستحقاته من الكفيل"، وتابع: "المنطق يقول إنه حق مجاني، وحق بسيط للمواطن، فنحن نعيش على أرض لو ضربت برجلك الأرض لتفجرت ينابيع البترول". بينما يرى المواطن عادل بن هويمل أنه لزيادة التعقيد، وتابع قائلاً: "لدي نفس التساؤل منذ زمن، وأعتقد مثلما اعتدنا أن الأمر لزيادة التعقيد الحكومي فقط" وتابع: "الفكر القديم وكهولة المسؤولين ضد التطور بطريقة غير مباشرة هو السبب".وعن معاناة الشباب السعودي مع تعقيدات شروط قروض بنك التسليف يقول الشاب نايف عبدالله "من الأحساء": "أنا شاب سعودي أبلغ 24 عاماً من العمر أعمل لدى شركة تشغيل في الجامعة، راتبي 2500 ريال، عزمت على الزواج والحمد لله وتقدمت لطلب قرض لأتم زواجي ومن هنا بدأت معاناتي مع قروض البنوك، للأسف أعمل مع شركة فاشلة من الطراز الأول الراتب بسيط، وأستلمه شهرياً من أحد البنوك التي تعتبر شروطها تعجيزية في القروض فبين الإغراء والدعاية تظهر حقيقة البنوك المزيفة، قضيتي ليست مع البنوك لأن البنك الذي استلم منه راتبي من ضمن شروطه للقروض ألا يقل الراتب عن 3000 ريال وتوجد بنوك تعتمد راتبي، ولكن الشركة ترفض رفضاً تاماً تحويل الراتب لدى أي بنك لذلك فقدت الأمل في قرض من البنك، ولم يعد أمامي سوى بنك التسليف السعودي، قلت في نفسي من الوهلة الأولى إنه بنك حكومي وسمعت أيضاً أن من ضمن شروطه لقروض الزواج أن يكون الراتب الشهري لطالب القرض أقل من 3000 ريال أي أن البنك هدفه مساعدة المواطنين المحتاجين للقروض سواء للزواج أو لترميم المنازل، وهذا ما كنت أظنه بالفعل ولكني فوجئت وصدمت بالشروط التعجيزية للكفيل، إذ إن هذه الشروط لا تطلبها البنوك الخاصة المملوكة لمساهمين فكيف يطلبها بنك حكومي هدفه التسهيل والتيسير على الشعب، بصراحة قطعت دابر الأمل، خصوصاً بعدما رفض الجميع كفالتي طبعاً لأن الشروط لا تنطبق عليهم مع أن رواتبهم تزيد على 5 آلاف ريال، طبعاً ثلثا من أعرفهم لا يعملون في وظائف حكومية وحتى لو كانوا في وظائف حكومية فالشروط التعجيزية لسنوات الخدمة تقف جداراً عازلاً بيني وبين حصولي على القرض الذي لا يتعدى 20 ألف ريال، هل هو لتأثيث شقة صغيرة أم لتكاليف ليلة الزفاف أم لمهر العروس؟!".وتعقيباً على مطالبات المواطنين الشباب من موظفي القطاع الخاص بإلغاء شرط الكفيل الحكومي اقترح المحامي سعيد الزهراني أن يتم تطويع اللائحة بإلغاء شرط الكفيل الحكومي واستبداله بضمانات أخرى، وتابع: "البنوك التجارية والاستثمارية في حال أقرضت المواطنين سواء من القطاع الحكومي أو الخاص لا تطالبهم بتوفير كفيل حكومي في حال كان هناك ما يثبت أنهم على رأس العمل وفي حال أثبتت كشوفات حساباتهم أنهم يستلمون رواتبهم بانتظام بشكل شهري فلماذا لا يتبع هذا البنك الذي يُعد جهة حكومية من الأساس نفس التسهيلات؟ وأرى أن الوظيفة بحد ذاتها ضمان لطالب القرض وفي حال حدثت أي ظروف لا سمح الله تسببت في خروجه من عمله فبإمكان البنك أن يجتمع بالمقترض لتوضيح ظروفه ومن ثم يتم وضع خطة لسداد القرض كأن يُمنح فرصة ستة أشهر ليتم البحث فيها عن عمل جديد أو أي بدائل أخرى، فبنك التسليف في النهاية أُنشئ لمساعدة الشباب وتقدير ظروفهم وتسهيل التعقيدات أمامهم قدر الإمكان".