كيف تحمين ابنك المراهق من رفيق السوء؟
تمثل الصداقة قيمة هامة في حياة أبنائنا الصغار المراهقين فهي وسيلتهم للانطلاق من حيّز الأسرة الضيق إلى حيز أرحب يُعرّفه على العالم الخارجي، وبدونها تكون العزلة والوحدة هي البديل, ولكن ماذا لو أخطأ الأبناء ووقع اختيارهم على أقران يمثلون مصدر خطر عليهم من الناحية السلوكية والأخلاقية.في هذا السياق يقول الدكتور محمد السقا باحث، في التنمية البشرية جامعة القاهرة، إن تدخل الآباء المباشر في اختيار أصدقاء أولادهم أمر لا يقبله الأبناء، خاصة إذا كان الابن في سنّ المراهقة, حيث يزداد عناداً وإصراراً على اختياره, من ثم لابد من سيادة لغة الحوار الهادئ بين الأبناء وآبائهم والابتعاد عن أي قرارات سلطوية بهذا الشأن.ويضيف: من الخطوات الهامة لحماية الأبناء من خطر صداقة السوء، تربيتهم منذ البداية على أسس وضوابط عامة لاختيار أصدقائهم وتتمثل هذه الضوابط في البعد عن كل شخص تبدو عليه انحرافات أخلاقية تتنافى مع ما تربّى عليه الطفل أو المراهق، كأن يكون هناك اتفاق مسبق عن البعد عن مدخني السجائر ومتناولي المخدرات وما شابههما؛ من ثم يجد المراهق نفسه أمام ضوابط تحكمه في الاختيار.ويتابع: بجانب الضوابط العامة هناك ضوابط أخرى نسبية كأن تتفق الأسرة مع المراهق على أن تقتصر صداقاته على نفس المستوى الاجتماعي الذي يعيش فيه؛ منعاً لتأثير الآخرين على سلوكه. ويرى باحث التنمية البشرية أن هذه الضوابط لابد أن يكون فيها قدر من المرونة كأن يسمح للأبناء بصداقة من هم أقل منهم في المستوى الاجتماعي طالما تتوفر فيهم الأخلاق الحميدة.وأكد أنه في كل الأحوال لابد من منح المراهق الفرصة للاختيار مع المتابعة والرقابة غير المباشرة للتأكد من حسن اختياره ولكن في حال عدم الاختيار السليم لابد من التدخل في الوقت المناسب من خلال المناقشة والحوار الهادئ, مع عدم المبالغة في القلق وإعطاء قدر من الثقة للمراهق في تصحيح مساراته الخاطئة؛ فذلك يزيد من إحساسه بتقدير وثقة الآخرين فيه.