جامع عمرو بن العاص رابع مسجد في الإسلام
يستمد مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة قيمته الأثرية العظيمة وعراقته، من كونه اللبنة الإسلامية الأولى في مصر، فهو يعتبر أول مسجد بني في إفريقيا كلها ، والرابع في الإسلام بعد مساجد البصرة والكوفة والمدينة.وبعد الفتح الإسلامي لمصر عام 20هـ قام عمرو بن العاص بتأسيس مدينة الفسطاط لتكون أول عاصمة إسلامية للبلاد، و بعث الخليفة عمر بن الخطاب إلى ولاته يأمرهم بأن يبنوا مساجد لإقامة صلاة الجمعة فيه، فأنشأ عمرو بن العاص هذا المسجدالذي افتُتح في 6 محرم 21هـ، فكان بذلك أول مسجد جامع في مصر و أيضا أطلقت عليه أسماء مسجد الفتح والمسجد العتيق وتاج الجوامع.واعتبر مسجد عمرو أول جامعة إسلامية قبل الأزهر والزيتونة والقيروان، حيث كان يتلقى فيه طلاب العلم كافة علوم اللغة العربية والدين الإسلامي، ومن أشهر تلاميذه الإمام الليث بن سعد والإمام الشافعي والسيدة نفيسة وابن حجر العسقلاني، وسلطان العلماء العز بن عبد السلام.وعند تأسيس المسجد كانت مساحته تبلغ 50 ذراعاً في 30 ذراعاً أى حوالى 675 متر، وله ستة أبواب وكان سقفه منخفضًا ومكونًا من الجريد والطين، محمولاً على ساريات من جذوع النخل، كما كانت الحوائط من الآجر والطوب اللبن وغير مطلية، ولم يكن به صحن، وكان به بئر يعرف بالبستان استخدمه المصلون وقتها للوضوء.وظل الجامع كذلك حتى عام 53هـ / 672م، حيث أدخل مسلمة بن مخلد الأنصارى عليه توسعات وأقام فيه 4 مآذن، وتوالت عليه الإصلاحات والتوسعات حتى وصلت مساحته الآن 13200 متر.ولم يبق من البناء القديم سوى موقعه فقط، فقد مرت عليه أحداثٌ أثرت على معالمه وأدت إلى انهيار أجزاء منه، ومن أهم هذه الأحداث الحريق الأول في 9 صفر 275هـ، حين اشتعلت النيران في نهاية المسجد، وكذلك الحريق الثاني عام 564هـ أثناء حريق الفسطاط بسبب نزاع شاور وضرغام، والزلزال المدمر الذي هزّ مصر عام 1992م.وعلى أثره تولت هيئة الآثار المصرية القيام بأعمال الترميم.وفى الجمعة الأخيرة من شهر رمضان وفى ليلة القدر يتوافد الآلاف من المصريين للصلاة فى مسجد عمرو بن العاص.