يبدو أن ارتفاع موجات التحرش الجنسي وخاصة الجماعي أصبح مرتبطاً بالأعياد، حيث تنتشر فيها هذه الظاهرة بشكل كبير، وبخاصة الأماكن التي بها تكتلات بشرية كالحدائق العامة والمنتزهات.وتكاد لا تخلو أي دولة من التحرش الجنسي، حيث تحتل مصر المركز الثاني عالمياً في التحرش الجنسي بعد أفغانستان، بحسب تقارير منظمات الدفاع عن حقوق المرأة العالمية.وتتعرض نصف المصريات للتحرش يومياً، وذلك وفقاً لدراسة أجراها معهد التخطيط القومي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وكشفت الدراسة أن 96.5 في المئة من المصريات وقعن ضحايا للتحرش بلمس الجسد، وهي النسبة ذاتها أيضاً للواتي تعرضن للتحرش بألفاظ جنسية.ورغم إعلان السلطات المصرية عن استعداداتها لمواجهة التحرش، إلا أن شوارع القاهرة شهدت أيام العيد انتشاراً ملحوظاً لظاهرة التحرش الجنسي بالفتيات خاصة في مناطق حديقة الفسطاط والأزهر وحديقة الحيوان وشوارع منطقة وسط القاهرة وكورنيش النيل والأهرامات.وأيضاً وقعت حالات تحرش جماعي لعدد من الفتيات داخل الحديقة الدولية بمدينة نصر، في أول أيام عيدالفطر المبارك، وسط غياب أفراد الأمن، ناهيك عن الحالات التي تم رصدها في محافظات مختلفة.ومن جانبها كشفت مبادرة "شُفت تحرش" ارتفاع وتيرة التحرش اللفظي واستخدام عبارات وجمل جنسية تستهدف الفتيات إلى مستويات غير مسبوقة، وكان من الصعب حصرها لكثرتها على المشاع. وذكرت المبادرة في بيان لها تدنى أعمار المتواجدين في ساعات الصباح الأولى وعلى مدار اليوم حيث كانت الأغلبية للفئات العمرية من 8 إلى 18 عاماً .وأشارت المبادرة إلى تمكن المتطوعات والمتطوعين من التدخل في "33" واقعة تحرش لفظي، والتدخل في منع واقعتي تحرش جماعي أعلى كوبري قصر النيل، والتدخل في "44" واقعة تحرش جسدي، وذلك من خلال التواجد ميدانياً منذ الساعة 12 ظهراً، وحتى الساعة 10 مساءً.