احذري مخاطر إفراط طفلك في الألعاب الإلكترونية !
  • تاريخ النشر

احذري مخاطر إفراط طفلك في الألعاب الإلكترونية !

قد لايبالي كثير من الآباء ، بحالة الشغف والولع الشديد التي يعيشها أطفالهم الصغار بالأجهزة التكنولوجية الحديثة المزودة بأحدث الألعاب الإلكترونية، كالآيباد ،البلاك بيري ،الآيفون، والكمبيوتر، وألعاب الليزر للأطفال وغيرها حتى أنه أصبح من الظواهر الملفتة في أوساط المجتمع العربي هو تقدم هذه الأجهزة كهدايا للأطفال في المناسبات المختلفة إلى الحد الذي أصبح فيه الصغار ينافسون الكبار في اقتنائهم لأحدث الأنواع تقنية. يأتي ذلك في الوقت الذي تتعدد فيه الدراسات المحذرة من مخاطر هذه الأجهزة على الأطفال سواء من الناحية النفسية أو الصحية حيث خلصت دراسة حديثة أعدتها جامعة بريستول البريطانية إلى أن الاستعمال المفرط للأطفال ما دون سن 12 عاماً لوسائل التكنولوجيا الحديثة ، عامل مسبب لارتفاع معدلات نقص الانتباه والتوحد والاضطراب ثنائي القطب و الاكتئاب عند الأطفال، إضافة إلى القلق والرغبة في العزلة والانطوائية وغيرها من مشكلات سلوك الطفل . من جهة أخرى كشف العلماء مؤخراً أن الوميض المتقطع بسبب المستويات العالية والمتباينة من الإضاءة في الرسوم المتحركة الموجودة في هذه الألعاب يتسبب في حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال، وحذر العلماء من الاستخدام المستمر والمتزايد لألعاب الكمبيوتر الاهتزازية من قبل الأطفال لاحتمال ارتباطه بالإصابة بمرض ارتعاش الأذرع ، فضلاً عن أن الجلوس لفترت طويلة أمام هذه الأجهزة يتسبب في تشوهات عظام الأطفال والإصابة بتشنجات الرقبة. أما عن نوعية الألعاب فتشير الأبحاث العلمية إلى أنه على الرغم من الفوائد التي قد تتضمنها بعض الألعاب إلا أن سلبياتها أكثر من إيجابياتها لأن معظم الألعاب التي يستخدمها الأطفال والمراهقون ذات مضامين سلبية ولها آثار سلبية عليهم ، والتي تتمثل في تعزيز ميول العنف والعدوانية لديهم ، حيث أن نسبة كبيرة من الألعاب تعتمد على التسلية بالقتل والتدمير والاعتداء على الآخرين من دون وجه حق، ما يساهم في تنمية مهارات الأطفال العدوانية ، وأكدت الأبحاث أن هذه الألعاب أكثر خطراً من أفلام العنف التلفزيونية أو السينمائية لأنها تتسم بصفة التفاعلية بينها وبين الطفل، وتتطلب منه أن يتقمص الشخصية العدوانية ليلعبها ويمارسها.وفي هذا الإطار اعتبرت الدكتور ة "صفية رفعت " أستاذ الطب النفسي "أن من الظواهر السلبية التي انتشرت في العصر الراهن هي ظاهرة إدمان الأطفال لوسائل التكنولوجيا الحديثة والتي لم تعد تقتصر على جهاز الحاسوب كما كان الأمر من قبل بل تعددت الوسائل والأنواع ، حتى أنه أصبح لدى بعض الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم العاشرة في بعض الأحيان أجهزتهم الخاصة بهم والتي يقدمها لهم بعض الآباء كنوع من الهدايا لإسعادهم ، وكذلك توفير أفضل وسائل الترفيه المحببة إليهم ،غير مدركين لمخاطرها الصحية والنفسية عليهم.ولفتت إلى أنه بجانب المخاطر الصحية التي استفاضت فيها العديد من الأبحاث العلمية فإن هناك مخاطر نفسية متعددة تتمثل في إصابة الطفل بالعزلة والانطواء بما يكون له أبلغ الآثار السلبية في تعطيل مهاراته الاجتماعية والمعرفية والحركية.مشيرة إلى أن الأصل في لعب الطفل هو الحركة والتفاعل المباشر مع الآخرين وليس اللعب مع شخصيات وهمية.مؤكدة أن مخاطر هذه الألعاب لم تعد تقتصر عند حدود عزلة الأطفال وانطوائهم فحسب ، بل إن بعض هذه الألعاب أصبحت تصمم للنيل من هويتهم وعقيدتهم وإكسابهم سلوكيات مستهجنة مشددة على أن الأمر أصبح يحتاج حالة من اليقظة من قبل الآباء بخطورة هذه الأجهزة على أبنائهم وتقليل الوقت الذي يقضونه أمامها بشكل تدريجي واستبدال ذلك بوسائل ترفيهية أكثر نفعاً للطفل .