أنانية الزوج تهدّد استقرار الحياة الزوجية
تعاني كثيرٌ من الزوجات من أنانية الزوج التي لا تقتصر على رغبته في إسعاد نفسه فقط دون الالتفات لمن حوله، وإنما تتعدد أشكالها ما بين عدم مبالاته بمشاعر زوجته وصب كل اهتماماته على حقوقه ومتطلباته، وكذلك هروبه من المسؤولية وتركها كاملة على عاتق الزوجة، وغيرها من الأمور التي رصدنا بعضها على لسان بعض الزوجات.في البداية تقول "س – م " زوجة وأم لثلاثة أبناء: "لا أنكر أن ارتباطي بزوجي كان عن حب، وكان حبه لي وإيثاري على نفسه أكثر ما جذبني له, وهو ما تغير تماماً بعد الزواج, حيث وجدته أكثر أنانية وهو ما ألمسه في عدة تصرفات منها خروجه المستمر من البيت بسبب وبغير سبب من أجل جلساته مع أصدقائه بعيداً عن جو المسؤولية في المنزل، كما ألمسه في حديثه الدائم عن نفسه ودوره في الإنفاق على المنزل دون أن يشير إلى دوري، حيث أصبح يبخل حتى بكلمات الحب التي طالما رددها قبل الزواج". مضيفة: "بمرور الوقت تعودت على أنانيته حتى تعايشت معها من أجل استقرار أسرتي". فيما أضافت: "سهام" مُطلقة وأم لطفلة وحيدة قائلة: "كل الأزواج يتسمون بالأنانية"، معتبرة أن هذه الأنانية تختلف بشكل نسبي من زوج لآخر، وأن أغلب خلافاتها الزوجية مع طليقها كانت تتعلق بأنه لا يفكر سوى في نفسه ولا يبالي بها وبما تتحمله من مسؤوليات متعددة بين العمل والبيت، حيث كان لا يهتم بأفعالها إن كانت تغضبها أم لا. في حين كان يقيم الدنيا ولم يقعدها إذا ما صدر منها شيء يغضبه".في هذا الموضوع يقول الدكتور جمال الفيرويز أستاذ الصحة النفسية بالقاهرة: "الزوج الأناني نتاج تنشئة اجتماعية خاطئة كرست فيه رغبة حب التملك والاستحواذ دون الرغبة في العطاء, وهذه الصفة لا تظهر في الغالب في مرحلة ما قبل الزواج التي يحرص فيها كلا الطرفين على إظهار محاسنه وإخفاء عيوبه، لكنها تظهر شيئاً فشيئاً بعد الزواج! حيث لا يستطيع الزوج الذي توجد فيه هذه الصفة إخفاءها لفترة طويلة، بل إنها سرعان ما تظهر بمرور الوقت كلما بدأت ضغوط الحياة ومسؤولياتها تزداد، فيميل الزوج في الغالب للانسحاب وترك المسؤولية للزوجة لهدف إراحة نفسه من المشكلات". مشيراً إلى أن هذا السلوك الأناني يكون أساساً للعديد من المشكلات الزوجية التي تنتهي في الغالب بالانفصال، مبيناً أن أنانية الزوج لا تقتصر فقط على إهمال المسؤولية بحثاً عن الراحة، وإنما تمتد إلى المشاعر أيضاً، حيث لا يقابل مطالبه التي لا تتوقف بكلمة شكر أو كلمة حب للزوجة، بل يكون دائم التركز على متطلباته فقط. وتابع: "حتى في أكثر الأوقات خصوصية بينهما تجده الزوجة يبحث عن متعته دون الاهتمام بها وهو ما يزيد نفورها منه".وأكد أنه بالرغم من أن أنانية الزوج تمثل مصدر تكدير حياة الزوجة، إلا أن الزوجة الذكية تستطيع ترويض زوجها بالتدريج من خلال الحوار الهادئ والمشاعر الدافئة التي تعد مدخلاً لأي رجل مع الصبر لأن تغيير الطباع يحتاج إلى الوقت ومثابرة.