على الرغم من أنّ الرجل الطموح الذي يخطّط لمستقبله يعدّ من أكثر الشخصيات التي تفضّلها الكثيرمن النساء ؛ إلا أنّه في بعض الأحيان يتسبّب طموح الزوج الزائد والذي لايتوقف عند حد في انزعاج الزوجة حيث تشعر دائماً بأنها تأتي في مرتبة ثانية لدى الرجل بعد عمله؛ وتتعدّد في هذا السياق التجارب التي قد يكون فيها طموح الزوج الزائد الشرارة التي تشعل الخلافات بين الزوجين . في البداية تقول "ريهام - معلمة " إن زوجها يعمل مديراً مالياً لإحدى الشركات المعروفة مؤكدة أنه وصل إلى منصبه بعد وقت قصير من التحاقه بالشركة بسبب الكفاءة والتفاني في العمل ،مشيرة أن لزوجها طموحات متعددة لاتتعلّق فقط بالارتقاء الوظيفي في الشركة التي يعمل بها وإنما له طموحات أخرى في مجال العمل الخاص حيث يخطّط لإقامة مشروع خاص به ويصل الليل بالنهار من أجل تحقيقه . مشيرة أنها على الرغم من تقديرها لطموح زوجها إلا أن أكثر ما يزعجها انشغاله الدائم عنها وعن أبنائهما مشيرة إلى أنها كلما عاتبته في هذا الأمر اتهمها بأنها لاتقدّر مسؤولياته وأنها تقف في طريق تحقيقها . في السياق نفسه تقول " سهام خيري - ربّة منزل" إن زوجها من الشخصيات الطموحة للغاية ليس فقط على المستوى المهني ، بل على المستوى العلمي أيضاً حيث يسعى للحصول على درجة الدكتوراه هذا العام؛ مؤكدة أنها لاتنزعج على الإطلاق من انشغال زوجها الدائم من أجل تحقيق طموحاته معتبرة أن الزوجة الذكية هي من تعتبر أن كل خطوة ناجحة يحقّقها الزوج تعتبر نجاحاً لها ولأبنائها . وأضافت بأنها دائماً ما تشارك زوجها في التخطيط لتحقيق هذه الطموحات وأن هذه المشاركة تحميها من الشعور بالملل؛ كما توطّد العلاقة بينهما . في هذا الإطار تقول "الدكتورة سمر طلعت - الاستشاري الاجتماعي والخبير في شؤون الأسرة " إن الطموح من الصفات الإيجابية والتي تعدّ مطلباً وشرطاً أساسياً للكثير من النساء عند اختيار الزوج المناسب ؛ حيث ترى المرأة في الرجل الطموح الذي يخطّط لمستقبله أنه يوفّر لها الأمان والاستقرار ؛فيما تنفر الكثيرات من الرجل الغير طموح والكسول والذي لاينظر إلا تحت قدميه ولايفكر في الارتقاء بنفسه أو مستقبله . مؤكدة أن الاعتدال في كل الأمور يكون مقوّماً أساسياً للنجاح فكما أن طموح الزوج شيء جيد فإنه في المقابل قد يجعل الرجل منشغلاً طوال الوقت عن أسرته إلى الحد الذي يتحوّل فيه المنزل لمكان للمبيت فقط ، وهذا من الأمور الغير جيدة و الغير مقبولة والتي تزعج الكثير من الزوجات وتؤرق حياتهن وقد تصل بالحياة الزوجية فى الكثير من الأحيان إلى مفترق الطرق. وأضافت أن النجاح في حماية الحياة بين الزوجين من هذه الخلافات يتطلب قدراً كبيراً من التفاهم والتنازل من قبل الطرفين وليس طرفاً واحداً، فعلى سبيل المثال يتفهم الزوج مشاعر زوجته ورغبتها في تواجده معها وذلك بالتخطيط الجيد لوقته بما يسمح له أن يوازن بين الأمرين ، طموحه وإسعاد أسرته . وتابعت وكذلك الزوجة عليها أن تتفهم طبيعة الرجل الطموح وأن تقدّر مساعيه التي تصب في النهاية في مصلحتها ومصلحة أبنائها وما يجعلها أكثر تقبّلاً لانشغاله ، مع الحرص على أن تستغل كل وقت فراع للزوج لتجعل منه وقتاً ممتعاً للأسرة بأكملها .