لا تكاد تخلو مائدة عربية أو عالمية من الجبن خاصة في وجبة الإفطار، ولكن بجانب ما تحتويه الأجبان المصنّعة من الحليب الطبيعي من فوائد عديدة للجسم؛ لغناها بالكالسيوم والبروتين، تحمل في المقابل العديد من أنواع الأجبان أضراراً كثيرة، من أخطرها الإصابة بالسرطان، حيث أكدت دراسة حديثة أن الإكثار من تناول الأجبان المصنّعة والمعالَجة يزيد خطر الإصابة بالأمراض السرطانية، وتشير الدراسة إلى أن الأجبان الصفراء الدسمة تشجع نمو الأورام السرطانية في الثدي عند النساء وغدة البروستات عند الرجال، كما حذّرت الدراسة من يعانون من أمراض القلب من تناول الأجبان الغنية بالدهون نظراً لاحتوائها على نسبة عالية من الكوليسترول والدهنيات. وأشار بحث آخر إلى أن الأجبان التي تصنع دون بسترة تضر بالنساء الحوامل وتؤذي الأجنة، ويكمن ضرر هذه الأجبان في كونها تكون نيئة وطرية جداً؛ فتحمل جراثيم تسبب مشكلات صحية ومضاعفات خطيرة على صحة الأم وطفلها. يقول الدكتور محمود أبوطالب، استشاري السموم بمركز علوم التغذية بالقاهرة: "من أخطر ما امتدت إليه يد تجار مصانع معدومي الضمير هي صناعة المواد الغذائية بصفة عامة وصناعة الألبان تحديداً". مؤكداً أن نسبة كبيرة من الأجبان المطروحة في الأسواق تنطوي على أضرار خطيرة بسبب محتواها العالي من المواد الكيماوية والتي تعمل على إكسابها الوزن المتجانس؛ بجانب مكسبات اللون والطعم والتي توضع فيها بكميات تتجاوز الحدود المصرح بها عالمياً. مشيراً إلى أنه في كثير من هذه المصانع تتم إضافة مادة "بودرة السيراميك" لهذه الأجبان؛ لتكسبها القوام المتجانس واللون المناسب. وأضاف أن هذه الأجبان تصنع من شرش اللبن أو الألبان المجففة التي لا تخضع بدورها لأي رقابة، كما أن كمية كبيرة من هذه الكيماويات المستخدمة تتم تعبئتها في صفائح غير صالحة تزيد من مخاطرها. متابعاً أن التناول المستمر لهذه الأجبان ينذر بالموت البطيء؛ نظراً لما تسببه من ضرر للأعضاء الحيوية في الجسم مثل الكبد والكلى، فضلاً عما تحتويه من مكسبات طعم بكميات كبيرة، فتزداد مخاطر الإصابة بالسرطان بجانب ما تسببه من هشاشة عظام خاصة للأطفال. موضحاً أن ثقافة بعض المواطنين الاستهلاكية تمثل جزءاً رئيسياً من المشكلة؛ حيث تقدم في الغالب رِخص سعر المنتج على الجودة، وكذلك ما يكثر الدعاية عليه بكل الطرق التي تشدّ انتباه المستهلكين؛ ما ساهم في التوسع وانتشار هذه المصانع في ظل غفلة من الجهات الرقابية. مشدداً على أن تغيير ثقافة الاستهلاك لدى المواطن تمثل جزءاً رئيسياً من حل المشكلة وينصح استشاري السموم باتباع الخطوات التالية: - ضرورة التأكد من مصدر ومكوّنات الأجبان قبل شرائها. - الابتعاد بشكل كامل عن الأجبان مجهولة المصدر. - تجنب شراء الأجبان السائلة أو الشرائح المغلفة؛ حيث تعد أكثر الأنواع خطورة لاحتوائها على الجراثيم والمواد الكيميائية بشكل أكبر من غيرها. الفيديو :