أمينة رزق تتغلب على إليزابيث تايلور!
  • Posted on

أمينة رزق تتغلب على إليزابيث تايلور!

عندما تنظر إلى صورة قديمة للفنانة الكبيرة أمينة رزق لا تستطيع أن تتجاهل بقايا ذلك الجمال القابع في عينيها الخضراء، وتكتشف سر لقب "الفاتنة" الذي أطلق على بطلة أول‏ ‏فيلم‏‏ ‏ناطق في تاريخ السينما العربية، فما هي قصة الفاتنة التي اشتهرت بدور الأم المضحية. رحلة فنية مليئة بالتناقضات لم تكن رحلة الفاتنة الحزينة سهلة إطلاقاً وإنما حملت عدة تناقضات إذ أن "ملكة المليودراما "في الأربعينات والخمسينات بدأت كمغنية بفرقة الساخر علي الكسار ثم قدمت دور الفتى الأعرج في مسرحية "راسبوتين" بفرقة رمسيس، ورغم خجلها وهدوئها استطاعت إقناع يوسف بك وهبي، لتصبح واحدة من أهم ممثلات فرقة رمسيس ثم البطلة. لكن دورها في السينما المصرية والعربية ربما يكون أكثر تأثيراً من المسرح، حيث تمثل رحلتها مع السينما عمر هذه السينما حتى وفاتها، فهذه الفاتنة هي من رائدات السينما اللائي يرجع لهن الفضل في تاريخ الفن السابع في العالم العربي منذ بدايته في أوائل القرن العشرين. السينما الصامتة شاركت أمينة رزق في الفيلم الصامت سعاد الغجرية، من إنتاج عام 1928، وإخراج جاك شوتز، ولم يحقق الفيلم النجاح الجماهيري المنتظر وهذا ما جعلها تبتعد عن السينما لعدة سنوات. أول‏ ‏فيلم‏‏ عربي‏ ‏ناطق البداية الحقيقة للفنانة أمينة رزق في السينما كانت "أولاد الذوات"، أول فيلم ناطق في السينما المصرية والعربية في 14 مارس 1932، بطولة يوسف وهبي وإخراج محمد كريم، وحقق الفيلم نجاحاً هائلاً وحظيت أمينة رزق على إشادة النقاد، وقدمت أمينة دور الزوجة في مراحل عمرية مختلفة أمام "حمدي" أو يوسف وهبي الذي يهجرها من أجل مغنية فرنسية ثم يفاجأ بخيانة تلك الفتاة له مع عشيقها فيطلق عليها الرصاص ويحكم عليه بالسجن وبعد انقضاء فترة حبسه يقرر العودة إلى مصر مرة أخرى ويفاجأ بزوجته وقد تزوجت من أخر.  [vod_video id="G4WWgBoKv5bwpYvdShBmw" autoplay="1"] أمينة رزق في دور "الراقصة" ربما تندهش عندما تعلم أن أمينة رزق قبل أن تتنقل إلى أدوار الأم جسدت على الشاشة جميلات القصص الأسطورية التي اعتادت السينما بعد ذلك على تقديمهن. عام 1935 أنتج وأخرج يوسف وهبي فيلم "الدفاع" من بطولته مع أمينة وبعيداً عن الأدوار المسرحية الوقورة لعبت أمينة دور الراقصة "فتحية" التي يقع في حبها كل الرجال، والقصة مقتبسة من الرواية الشهيرة "غادة الكاميليا" وأثنى النقاد على أدائها، حيث أبهرهم ذلك التحول. [foogallery id="210160"] أمينة رزق تسبق إليزابيث تايلور وقبل أن تؤدي قطة هوليوود "اليزابيث تايلور" دورها الشهير كليوباترا بـحوالي 20 عاماً، جسدت أمينة قصة الملكة الجميلة كليوباترا في فيلم من إنتاج عام 1943، بطولة أنور وجدي، وإخراج إبراهيم لاما. [foogallery id="210166"] وقدمت مع الأخوين لاما، دور ليلى في "قيس وليلى" 1939 عن قصة العشق المعروفة بين الشاعر قيس وابنة عمه ليلى. أمينة رزق تتصدر الأفيش هذه الفترة المهمة في تاريخ السينما، تعتبر حقبة مليئة بأفلام أمينة رزق التي باتت بطلة سينمائية، ويتصدر اسمها أفيش الأفلام مثل ضحايا المدينة فيلم "ضحايا المدينة" 1946، وقامت ببطولته وشاركها البطولة يحيى شاهين وأخرجه نيازي مصطفى. "أولاد الفقراء" بطولة وإخراج يوسف وهبي، وحظى الفيلم الذي عرض في أبريل عام 1942، بإقبال وشعبية كبيرين، بفضل الموضوع الذي يعالجه، حيث تناول قصص معاناة الفقراء المصريين. [vod_video id="yO4EL1r66DNVcoEGJfdZLw" autoplay="1"] دور الأم للمرة الأولى وفي أوّج نجاحها تختار أن تقدم دور الأم لأول مرة في فيلم ليلى بنت الظلام عام 1944 من بطولة ليلى مراد وحسين صدقي. وتسبب هذا الدور في نقلة فنية في أدائها، وتساءلت الصحافة حينها عن سبب عزوفها عن الزواج وقالت إحدى المجلات الفنية أن الفنانة القديرة أحبت مرة واحدة في حياتها، ولم تكرر الحب مرة أخرى، ويقال إن هذا الشخص هو العملاق يوسف وهبي الذي فتح أمامها أبواب المسرح والسينما. أمينة رزق.. أيقونة الأمومة  ورغم أنها حرمت من الأمومة لكنها في هذه السنوات ظهرت بالصورة التي اعتدنا عليها لأمينة رزق وهي الأم في كثير من الأفلام، وأبرزهم "دعاء الكروان" عام 1959 مع المخرج بركات، والذي يعد واحد من كلاسيكيات السينما، وبعدها بعام تعود لتتألق في "بداية ونهاية" الذي أخرجه صلاح أبو سيف عن رواية لنجيب محفوظ.  [vod_video id="4he7OCVSf1akX9RAhws9g" autoplay="1"] ورغم تأثر أداء أمينة رزق وبنات جيلها بالأداء المسرحي في بداية عملها السينمائي، لكنها في هذه السنوات إلى درجة عالية من الصدق والاحترافية رغم الميلودراما المميزة لأدورها، لتصبح أيقونة الأمومة في السينما التي تعكس الأم المصرية المضحية والحنونة رغم كل شيء. [foogallery id="210172"] واستمر مشوارها الفني الحافل شاهداً على تألقها وذكائها فهي لم تعد بطلة ولكن يكفي أن تطل علينا في مشهد واحد يظل في وجدان المرأة العربية في فيلم أريد حلا مع سيدة الشاشة فاتن حمامة. [vod_video id="iPVFbji6IJOaa35WuhJhw" autoplay="1"] أمينة رزق في ثوب الكوميديا ثم تنتقل بشغف الفنان من المليودراما إلى الكوميديا في مسرحية "إنها حقًا عائلة محترمة" مع الرائعين فؤاد المهندس وشويكار، لتقدم دور الجدة التي تتغير من أجل الحب وتظهر بفستان أحمر وباروكة صفراء. [foogallery id="210178"] عيّنت أمينة رزق عضواً بمجلس الشورى المصري، كما حصلت على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، لكن يبقى حب الجمهور وتاريخها الفني العريض هما أهم الجوائز في حياتها حتى توفت في 24 أغسطس 2003.