​دبي .. تغطّي الصحراء بـ 45 مليون زهرة ونهر وقوارب وأهرامات من الورود في أكبر حديقة بالعالم
  • Posted on

​دبي .. تغطّي الصحراء بـ 45 مليون زهرة ونهر وقوارب وأهرامات من الورود في أكبر حديقة بالعالم

قبل سنوات قليلة كانت منطقة صحراوية، لا عشب فيها ولا حياة، مجرد تلال رمليّة عاليّة يصعب على البشر التحرك بينها. لكنها اليوم، تحوّلت إلى حديقة خيالية، أشبه بحدائق الأساطير، وأصبحت معلماً سياحياً بارزاً يستقطب الآف الزوار شهرياً من مختلف أنحاء العالم.أنها حديقة "دبي ميراكل جاردن" التي فتحت أبوابها لزوار مدينة دبي الإماراتية، قبل فترة قليلة، وحصلت مؤخراً على لقب " أكبر حديقة زهور في العالم".من يزر الحديقة، تستقبله أكثر من 45 مليون زهرة تم جلبها من كافة أنحاء العالم، ليتجول السائح بينها مستمتعاً بعبيرها وعطرها، وألوانها الساحرة.في هذه الحديقة، لا ترى الزهور متراصة بصورتها التقليدية، بل تتجمع في لوحات فنيّة مبهرة مختلفة الألوان، وتشكل فيما بينها مجسَّمات ضخمة لمعالم سياحية بارزة في العالم.أنهار من الورود وأهرامات وأبراج ومنازل بالحجم الطبيعي، لا يصدق أحد أنها مصنوعة من الزهور الطبيعية. يمر الزوار بين مدرجات من الورود المتفتحة ذات الألوان الزاهية التي تسرّ الأنظار، ويتجولون بين شتائل النباتات، وأندر الأزهار، ما دعا كثيرون لأن يطلقوا عليها "الحديقة المعجزة" أو "حديقة الجنة".وتقول سيلفيا ساديك مدير إدارة الحديقة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) : أقيمت الحديقة على مساحة تبلغ مليون قدم مربعة، وتضم ممرات يبلغ مجموع طولها أربعة كيلومترات، في قلب منطقة صحراوية في دبي، وهي أكبر مساحة لحديقة زهور في العالم.وما أن يصل الزائر إلى هذه الحديقة، حتى ينسى توترات المدينة الصاخبة، وينسى أحداث الحياة اليومية، وتسرقه مشاهد ملايين الزهور، واللوحات الخضراء والحمراء والصفراء التي تحيطه من كل جانب.مدرجات من الزهور المتنوعة والنادرة، ومجسمات منسقة من الورود تفوح منها أطيب الروائح، تحيط كل سائح بجو مميز من الرومانسية، وتشعره أنه في حديقة من القصص الأسطورية، وهو ما جعل الحديقة المقصد الأول للعشاق من مختلف الجنسيات.بعد خطوات قليلة من البوابة الضخمة للحديقة، يستقبلك ممر القلوب، وهو ممر يضم على جانبيه سبعة مجسّمات ضخمة من الزهور على شكل قلوب في إشارة للإمارات السبع التي تتكون منها دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي نهاية الممر صورة كبيرة لمؤسس الدولة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.وتتزين أركان الحديقة بكافة ممراتها بمجموعة من التصاميم الأفقية والرأسية التي تمزج أكثر من 60 لوناً من أزهى وأبهى ألوان الزهور والورود والنباتات النادرة.وفي تناغم بديع، وتنسيق وتنظيم فريد، تجمع الحديقة عشرات الملايين من الزهور ذات الأشكال والأحجام والتي زرعت لأول مرة في منطقة الخليج، ما جعل الحديقة لتدخل ضمن قائمة "أجمل حدائق الزهور في العالم".وترشحت الحديقة للدخول إلى موسوعة جينس للأرقام القياسية العالمية من خلال "هرم الزهور" الذي يصل إرتفاعه إلى عشرة أمتار بقاعدة مساحتها 144 متراً مربعاً علاوة على "حائط الزهور" الذي يحيط بالحديقة بطول يصل إلى 800 متر وارتفاع يقارب الثلاثة أمتار.وتضيف سلفيا : تعد حديقة دبي ميراكل جاردن من أهم من المشاريع الحضارية التي ولدت ضمن توجّهات الإمارات نحو تعزيز السياحة البيئية، وتهدف إلى جذب هواة الطبيعة وعشاق البيئة الهادئة والزهور من مدن الإمارات والخليج ومختلف دول العالم.وتم تنفيذ الحديقة على مرحلتين تضمنت الأولى تأسيس ممر القلوب، وممشى المظلات الملونة التي تنشر ظلالها على رؤوس الزوار كلوحة معلقة، ومجسم نسر الإمارات من الزهور، أهرامات الزهور السبعة ، التي يزيد ارتفاعها عن 10 أمتار، بالإضافة إلى ستة من الأهرامات يبلغ ارتفاع أكبرها 10 أمتار، وبحيرتين داخل كل منهما نافورتان تضفيان لمسات جمالية إضافية على المكان.ويتجول زائر الحديقة في مدينة متكاملة مصنوعة من الورود، إذ يرى أمامه مجموعة من المنازل بالحجم الطبيعي مصنوعة من الزهور يتجول في شوارعها ويمر بميادينها المشكَّلة من الورود.كما يرى السائح قلعة زهور، وخيام وأقواس الورود، وقرية الفطر، إلى جانب نهر طويل من الورود.ومن أبرز معالم الحديقة، منطقة فيراري، وهي منطقة مكونة من مجموعة كبيرة من السيارات الكلاسيكية الحقيقية والتي تحولت الى أحواض من الزهور.وتضم الحديقة منطقة مصابيح زنبق الزهور، وهيكل زهرة التفاح، وقوارب الزهور ومجسم لبرج خليفة بارتفاع 18 متراً من الزهور، وبرج إيفل، وخمس قبب تتوسط الحديقة، التي تظللها سلال الزهور الملونة والتي تسمى بمناطق الجلوس، إضافة إلى مجموعات أخرى من التصاميم الرأسية والأفقية المشكلة بأنواع وألوان من الزهور والورود والنباتات الطبيعية.أما المرحلة الثانية من الحديقة فتضم النباتات العطرية التي تحتوي على مجموعة من النباتات الطبية والعطرية التي تم جمعها من 200 دولة من دول العالم، والتي يسمح للزوار لمسها واستنشاقها، ومنطقة النباتات الصالحة للأكل، حيث يمكن للناس التناول من أشجارها ونباتاتها بالإضافة لركن الألعاب للأطفال ومجموعة من المنافذ التجارية والمطاعم .والمثير أن هذه الزهور تعيش في منطقة صحراوية ، ذات طقس شديد الحرارة خصوصاً في أشهر الصيف وتحتاج إلى رعاية شديدة وريّ بالماء بصورة دورية للحفاظ عليها، ويشرف على الحديقة مجموعة من المختصين الذين يستخدمون معايير فنية عالمية كالاعتماد على المواد الطبيعية في الزراعة وأدوات توفير الطاقة وترشيد استهلاك المياه، حفاظاً على البيئة، لتصبح الحديقة متنفساً طبيعياً لا يشبه غيره من الحدائق العامة.وتستقبل الحديقة يومياً زوارها من الساعة العاشرة صباحاً وحتى العاشرة مساء على مدار أيام الأسبوع، وتمتد ساعات الزيارة حتى منتصف الليل خلال عطلة نهاية الأسبوع، وتوفر باقة من الخدمات التي تكفل راحة الزائرين، كالمطاعم وغرف الصلاة للرجال والنساء.وأضافت ساديك: حرصنا على أن يناسب تصميم الحديقة كل الشرائح التي تزورها بما في ذلك ذوي القدرات الخاصة وكبار السن بشكل يكفل لهم سهولة الحركة والتجوّل والاستمتاع بالمكان، كما تم توفير مواقف للسيارات لاستيعاب عدد كبير من الزوار خاصة في الاعياد والعطلات الاسبوعية، بالإضافة لتوفير أكبر قدر ممكن من معايير الأمن والسلامة المطلوبة، وغرفة للطوارئ والإسعاف تستقبل الحالات الطارئة .وقد احتفلت الحديقة مؤخراً بافتتاح أكبر حديقة مغطاة للفراشات في العالم والأولى في منطقة الشرق الأوسط بإجمالي نحو 15 ألف فراشة من حوالي 26 فصيلة تم جمعها من مختلف أنحاء العالم وعلى مساحة إجمالية تصل إلى 4400 متر مربع منها منطقة مغطاة بالكامل مصممة على هيئة تسع قباب بمساحة تبلغ حوالي 2600 متر مربع.وفازت حديقة "دبي ميراكل جاردن" للزهور بجائزة "سياحة الحدائق العالمية 2015" عن فئة حديقة العام، ضمن برنامج الجوائز الذي تنظمه "الشبكة العالمية للحدائق السياحية" و"ملتقى حدائق أمريكا" واستضافت حفله الختامي مؤخراً مدينة تورنتو الكندية.وتمنَح الشبكة الدولية المتخصصة جوائزها للمنظمات والأفراد الذين تميزوا في تقديم تجارب ناجحة وذات طابع فريد في مجال تطوير الحدائق وتحويلها إلى مناطق جذب سياحي، ويتم توزيع الجوائز خلال حفل سنوي يحضره ممثلو كبرى المنظمات والمؤسسات السياحية ذات الصلة من مختلف أنحاء العالم. وقال الدكتور ريتشارد بين فيلد، رئيس "الشبكة الدولية لسياحة الحدائق : سياحة الحدائق تمثل جزءاً مهماً من صناعة السياحة العالمية وتعد رابع أكبر صناعة في العالم، وحسب تقديره، فإن هذا الشكل من أشكال السياحة يستقطب سنوياً نحو 250 مليون زائر، فيما يرى أن هذا الرقم مرشح للزيادة إذا ما أُخذ في الاعتبار الفعاليات الأخرى ذات الصلة مثل مهرجانات ومعارض الحدائق التي تقام سنوياً حول العالم.