​أصحاب الأرض في مجموعة "السهل الممتنع" بمونديال الشباب
  • Posted on

​أصحاب الأرض في مجموعة "السهل الممتنع" بمونديال الشباب

بعد إخفاقه في المشاركتين السابقتين ببطولات كأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) لكرة القدم ، سيكون الهدف الأول للمنتخب النيوزيلندي للشباب هو تحقيق الفوز الأول له في تاريخ البطولة عندما يخوض فعاليات النسخة العشرين التي تستضيفها بلاده من 30 أيار/مايو الحالي حتى 20 حزيران/يونيو المقبل.وكانت القرعة رحيمة بالمنتخب النيوزيلندي صاحب الأرض في هذه البطولة حيث أوقعته في المجموعة الأولى متوسطة المستوى وأبعدته عن الفرق التي سبق لها إحراز لقب البطولة والفرق المرشحة بقوة للمنافسة في هذه النسخة.وتضم المجموعة الأولى منتخبات نيوزيلندا وأوكرانيا والولايات المتحدة وميانمار مما يجعل التأهل للدور الثاني (دور الستة عشر) بالبطولة في متناول المنتخب النيوزيلندي بشرط تحقيق الفوز الأول له في تاريخ مشاركاته ببطولات كأس العالم للشباب.وتبدو المنافسة متوازنة بين منتخبات نيوزيلندا والولايات المتحدة وأوكرانيا فيما يبدو منتخب ميانمار هو المرشح الأقوى لعدم العبور من هذه المجموعة حيث يحتاج إلى مفاجأة كبيرة للتأهل.ويحظى المنتخب النيوزيلندي بتاريخ جيد على مستوى المنافسة في اتحاد أوقيانوسيا حيث سبق له التتويج ببطولة الشباب في هذا الاتحاد خمس مرات في أعوام 1980 و1992 و2007 و2011 و2013 .ولكن الفريق انتظر طويلاً حتى ظهر للمرة الأولى في بطولات كأس العالم للشباب وكان لانتقال الاتحاد الأسترالي إلى عضوية الاتحاد الأسيوي دور أساسي في بلوغ المنتخب النيوزيلندي مونديال 2007 للشباب ممثلا عن أوقيانوسيا.وفي مشاركات الفريق الثلاث السابقة بالمونديال في 2007 و2011 و2013 ، خرج المنتخب النيوزيلندي صفر اليدين من الدور الأول دون تحقيق أي فوز.ولكن إقامة البطولة هذه المرة على ملعبه قد يصبح دافعا قويا للفريق على تحقيق الفوز الأول في تاريخ مشاركاته بالبطولة والعبور للمرة الأولى إلى الأدوار الفاصلة.ويضاعف من أمل الفريق في هذا الطفرة التي شهدتها كرة القدم النيوزيلندية مؤخراً وتغيير أسلوب اللعب من الاعتماد بشكل كبير على الجانب البدني إلى الاعتماد على وجود المهارات الفنية والبدنية.كما يدعم موقف الفريق خوض أكثر من لاعب تجربة الاحتراف وفي مقدمتهم المهاجم مونتي باتيرسون المحترف في إيبسويتش تاون الإنجليزي والمدافع جيسي إيدج لاعب فيتشنزا الإيطالي إضافة لوجود أكثر من لاعب بدأوا بالفعل مشاركاتهم مع المنتخب الأول ومنهم لاعب الوسط ماتيو ريدنتون.كما يعتمد الفريق على المدرب الإنجليزي المولد دارين بيزلي الذي قضى جزءا من مسيرته كلاعب في صفوف الأندية الإنجليزية.كذلك ، سيكون الهدف الرئيسي للمنتخب الأوكراني هو معادلة ما حققه في مشاركتيه السابقتين بالبطولة على الأقل حيث بلغ الفريق الدور الثاني (دور الستة عشر) في 2001 و2005 علما بأن الفريق الأوكراني سبق له التتويج بلقب بطولة أوروبا في 2009 وأحرز لقب الوصيف في 2000 .وأكد المنتخب الأوكراني الشاب أنه نموذج للتحدي بعدما تغلب على الأوضاع الأمنية والسياسية في بلاده وتأهل لمونديال الشباب بنيوزيلندا من خلال احتلال أحد المراكز الستة الأولى في بطولة أوروبا للشباب (تحت 19 عاماً).وخلال التصفيات المؤهلة للبطولة الأوروبية ، حافظ المنتخب الأوكراني على نظافة شباكه وتصدر مجموعته على حساب المنتخب الإنجليزي لكنه لم يحقق نفس النجاح في النهائيات حيث فاز على بلغاريا وتعادل مع صربيا وخسر أمام ألمانيا التي توجت فيما بعد بلقب البطولة ليفشل شباب أوكرانيا في بلوغ المربع الذهبي للبطولة.ولهذا ، ستكون الروح العالية والإصرار لدى اللاعبين هو السلاح الأقوى للفريق بقيادة المدرب ألكسندر بتراكوف الذي يعتمد على مجموعة متميزة من اللاعبين في مقدمتهم حارس المرمى بودان شارنافسكي والمهاجمين أرتيم راتشينكو ورومان يارمتشوك.وقد لا يواجه الفريق صعوبة كبيرة في العبور إلى دور الستة عشر ولكنه سيعاني بالتأكيد في مواجهة أصحاب الأرض كما سيكون الاختبار الصعب والتحدي الحقيقي له في دور الستة عشر للبطولة.ومع الاهتمام الكبير الذي توليه الولايات المتحدة لكرة القدم منذ سنوات ، ينتظر أن يكون ما يقدمه منتخبها الشاب في هذه البطولة مؤشرا جديدا على مستقبل كرة القدم الأمريكية في السنوات المقبلة.وجذب الدوري الأمريكي للمحترفين العديد من الأسماء اللامعة في عالم الساحرة المستديرة من أوروبا وأماكن أخرى لتدعيم المسابقة والارتقاء بمستوى اللعبة في الولايات المتحدة.ورغم السجل الرائع للمنتخب الأمريكي في بطولات الكأس الذهبية لأمم اتحاد كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) على مستوى المنتخب الأولى ، لا يبدو الوضع هكذا بالنسبة لمنتخب الشباب حيث كانت أفضل إنجازات الفريق في البطولة القارية هي مركز الوصيف أو المركز الثالث فيما شارك الفريق في مونديال الشباب 13 مرة سابقة وكان أفضل إنجازاته هو احتلال المركز الرابع في نسخة 1989 بالسعودية.ومنذ نسخة 1997 بماليزيا ، لم يغب المنتخب الأمريكي عن مونديال الشباب سوى مرة واحدة عندما استضافت كولومبيا البطولة في 2011 . لكن هذه الخبرة لم تكن كافية للفريق في مسيرته ببطولة اتحاد كونكاكاف المؤهلة لمونديال 2015 بنيوزيلندا حيث عانى الفريق كثيرا واحتاج لخوض المباراة الفاصلة أمام السلفادور من أجل التأهل ولعب الحارس زاك ستيفن دورا بارزا في تأهل الفريق بتصديه لضربة جزاء في هذه المباراة.ولذا ، سعى المدرب تاب راموس إلى تغيير شكل أداء الفريق في الفترة الماضية وأصبح هدفه الأول هو التقدم كثيرا في الأدوار الفاصلة بمونديال الشباب للتأكيد على أن ما حدث في البطولة القارية كان مجرد كبوة عابرة.ويعتمد راموس كثيرا على خبرته حيث سبق له المشاركة كلاعب في البطولة عام 1983 كما شارك في بطولات كأس العالم للكبار أعوام 1990 و1994 و1998 .كما يعتمد راموس على الخبرة التي اكتسبها بعض لاعبيه من الاحتراف بأندية أوروبية وفي مقدمتهم الحارس ستيفن (فرايبورج الألماني).ويمكن اعتبار منتخب ميانمار هو الأقل حظا وفرصا في هذه المجموعة على الأقل من الناحية النظرية رغم التاريخ الرائع للفريق على الساحة الآسيوية في فترة الستينيات من القرن الماضي.وتوّج منتخب ميانمار بلقب آسيا للشباب (تحت 19 عاماً) في 1961 و1963 و1964 و1966 و1968 و1969 و1970 كما بلغ المربع الذهبي في البطولة العام الماضي مما يجعله حريصاً على استعادة أمجاده السابقة.ورغم خوض الفريق التصفيات المؤهلة لمونديال الشباب منذ 2001 ، ستكون النسخة العشرون في نيوزيلندا خلال الأيام المقبلة هي المشاركة الأولى له في مونديال الشباب.ويدرك المدرب الألماني جيرد زيتسه المدير الفني للفريق صعوبة المهمة التي تنتظر فريقه في مواجهة منتخبات تضم بين صفوفها عددا من المواهب والمحترفين ، لكنه يرى أن المفاجآت واردة خاصة وأن فريقه يضم دفاعا متميزا سيكون مصدرا للقلق لدى المنافسين.كما حرص زيتسه خلال الفترة الماضية على علاج نقطة الضعف الأساسية التي يعاني منها الفريق وهي ضعف الهجوم مقارنة بالدفاع وقد يساعده في هذا أن باقي فرق المجموعة ليست من المنتخبات الكبيرة وهو ما سيدعم معنويات الفريق ويقلل من الرهبة أملاً في العبور للدور الثاني (دور الستة عشر).