مواقع التواصل.. تخفف وطأة الحزن أم تفقده هيبته؟
  • Posted on

مواقع التواصل.. تخفف وطأة الحزن أم تفقده هيبته؟

وصل تعاطي الناس مع مواقع التواصل الاجتماعي إلى حد يشبع الإدمان الذي لا يمكن أن يردعهم عنه لا حزن ولا فرح، إلى درجة دخوله في مناسباتنا وأفراحنا وأحزاننا بشكل غير طبيعي.فحتى إذا فقدنا غالياً قد لا تمضي 24 ساعة كي نتفقد موقع التواصل الاجتماعي الخاص بنا، للإجابة عن المعزين مثلاً أو للكتابة والتعبير عن مشاعرنا.هذه الظاهرة هل هي منفذ لتخفيف الشعور بالحزن الناس أم أنها وصلت إلى حد أفقدت الحزن هيبته وعاداته؟عن هذا السؤال أفادنا الدكتور أنطوان الشرتوني، الدكتور في التحليل النفسي والأمراض النفسية قائلاً: "أصبحت المواقع الاجتماعية ذات أهمية قسوة في الحياة اليومية للإنسان، فلا تمر ساعة حتى يقوم المرء بتفقد موقعه الشخصي أو يقرأ الجديد على صفحات أصدقائه، كما أصبح المشارك في هذه المواقع لا يستطيع الانتظار وقتاً طويلاً ليشارك أصدقاءه صوره الخاصة في أي لحظة وأي مكان ويطلعهم على خصوصياته وتحركاته، وكل ذلك يمكن أن يندرج ضمن المعقول والمقبول، ولكن عندما يتخطى الأمر إلى حد مشاركته صور أحد أفراد عائلته الذي توفي وكتابة عبارات تختص بحزنه، فيكون السبب من الناحية النفسية: 1ـ لفت النظر أو من أجل إعلام أصدقائه بالوفاة، وهنا نستطيع تفسير هذه الظاهرة من خلال نقطتين وهما:أولاً: بعض الأشخاص وبسب ظروفهم الحياتية لا يستطيعون الاتصال بجميع الأصدقاء لإعلامهم بخبر الوفاة، فيستعملون هذه الطرقية لإخبارهم عن الفاجعة، ثانياً: بعض الأشخاص يحبون لفت نظر أصدقائهم ومحبيهم من خلال وضع إعلانات وأخبار محزنة وطبعاً هذه ليست بالطريقة اللائقة للإخبار بالموت. ويضيف الشرتوني: "أعتبر من خلال هذا الموضوع المهم الذي أصبح متداولاً على جميع الصفحات الإلكترونية، أن المشترك يمكنه وضع صورة لهذا الشخص وإخبار الجميع عنه ولكن لتكن هذه اللافتة غير مصطنعة أو "سريعة" أي عدم وضع الكثير من الصور وكسر رهبة الموت، وربما هذه الطريقة تستعمل فقط لخفض مستوى الخوف و"قلق الموت" وكطلب مساعدة من الأصدقاء والدعم من الأحباء لخفض الحزن الذي يمر به الشخص صاحب المأساة".