ماذا قدم يوشينوري أوسومي للبشرية ليفوز بـ"نوبل" في الطب؟
  • Posted on

ماذا قدم يوشينوري أوسومي للبشرية ليفوز بـ"نوبل" في الطب؟

  حصل العالم الياباني يوشينوري أوسومي، على جائزة نوبل في مجال الطب، تقديرا لإسهاماته بنظرية "التدمير الذاتي للخلايا"، وهي التعرف على كيفية تكسير وإعادة إنتاج مكونات الخلايا داخل الجسم. واستطاع العالم الياباني، أن يحدد الجين المسؤول عن تنظيم "الالتهام الذاتي" للخلايا، وهو مصطلح طبي حديث يعني التهام الخلايا للدهون والأجزاء التالفة وتحويلها إلى مواد عضوية وإصلاح التلف، كما أنه له أهمية كبيرة في معرفة المشاكل الجسدية التي تكون سببًا في العديد من الأمراض مثل باركنسون والسرطان. "الالتهام الذاتي" هو عملية طبيعة يستخدمه الجسم للدفاع عن نفسه ويسمح بالتصدي للجوع والبكتريا الغازية والفيروسات، والتخلص من الخلايا التالفة وتكوين خلايا جديدة، وعند الشيخوخة يؤثر أي خلل في عملية "الالتهام الذاتي" ويسبب العديد من الأمراض في هذه المرحلة مثل الخرف. ويُعرف مصطلح "الالتهام الذاتي" منذ أكثر من 50 عاماً، لكن لم تحدث طفرة في هذه العملية إلا ببدء الدكتور "أوسومي" أبحاثه وتجاربه من خلال خميرة الخبز في الثمانينيات والتسعينيات. من جانبه أعرب العالم الياباني يوشينوري أوسومي، عن دهشته بالحصول على الجائزة، مشيرًا إلى أنها "شرفًا كبيرًا بالنسبة له". وأوضح "أوسومي"، لهيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية "ان اتش كيه"، تفاصيل اكتشافه العلمي، مشيراً إلى أن الجسم البشري يوازن بين عملية تكوين الخلايا والتحلل، وذلك لأن الجسم يكرر عملية التحلل الذاتي، وهذا هو سر الحياة. وعبر البروفيسور والخبير في عملية " الالتهام الذاتي" في جامعة كامبريدج، روبنشتاين، عن فرحته بهذا التقدير الذي ناله الدكتور "أوسومي" في هذا المجال، مشيرا  إلى أن الأبحاث التي أجراها على الخميرة أدت إلى اكتشاف جينات رئيسية وعمليات بيولوجية كيميائية وضرورية لعملية الالتهام الذاتي. ولفت إلى  أن أبحاث "أوسومي"، وفرت أدوات مهمة في المساعدة في الفهم الجيد للالتهام الذاتي في العملية الفسيولوجية وأخرى متعلقة بالأمراض مثل أمراض السرطان والأمراض المعدية، وتشمل عددًا من الأمراض العصبية مثل مرض هنتنغتون وأشكال من مرض باركنسون، مشيرًا إلى أن  المعالجة الجيدة لعملية الالتهام الذاتي قد توفر استراتيجية رئيسية لمعالجة بعض هذه الحالات. وتُعد جائزة نوبل للطب أولى الجوائز التي يعلن عنه سنويا، حيث رُشح لجائزة نوبل للطب أكثر من 270 عالما، وتبلغ قيمتها حاليا 8 ملايين كورونا سويدية، ما تعادل نحو 930 ألف دولار وتُمنح الجوائز في مجالات عدة خاصة العلوم والأدب والسلام منذ عام 1901 بناء على وصية مخترع الديناميت ألفريد نوبل. وفاز بالجائزة نفسها العام الماضي 3 علماء، بسبب اكتشافهم علاج لمرض الملاريا وعدد من الأمراض الموسمية.